نشرت قيادة أركان الدفاع الإسبانية، الأربعاء، صورا لإحدى سفنها البحرية في مياه حوض البحر الأبيض المتوسط بالقرب من مدينة مليلية، مرفقة برسالة تبرز استعدادها للدفاع عن الأراضي الموجودة "تحت السيادة الإسبانية". وتأتي هذه الخطوة في غمرة الجولة الجديدة من مسلسل الأزمات بين المغرب و إسبانيا، والمتعلقة بالجزر الجعفرية. فليست المرة الأولى التي يلجأ فيها الجيش الاسباني لنشر قواته في أقاليمه البحرية، اذ سبق له ان نشر قواته من قبل خلال أزمة الهجرة السرية التي عرفتها مدينة سبتة قبل أشهر. ونشرت قيادة الأركان الإسبانية على حسابها في "تويتر" صورا للسفينة العسكرية المخصصة لدوريات مراقبة السواحل P45 Audaz بما في ذلك صورة مقربة لأحد مدافعها، وقالت "تعمل الوحدات على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لضمان إمكانية التنقل في خطوط المرور التجارية الاساسية لإسبانيا"، حيث تتواجد داخل المياه الإقليمية الخاضعة للسيادة الإسبانية. ويأتي ذلك في الوقت الذي لا زالت فيه العلاقات المغربية الإسبانية تعيش على وقع أزمة الجزر الجعفرية الموجودة على بعد حوالي 76 كيلومترا من مليلية، وذلك بعد قيام الحكومة المغربية بمنح تراخيص إنشاء مزارع سمكية على بعد كيلومتر واحد من يابسة الأرخبيل الصغير، الأمر الذي اعتبرته مدريد "اعتداء" على حدودها البحرية، حيث قام وزير الخارجية خوسي مانويل ألباريس ببعث رسالة احتجاج إلى سفارة المغرب في إسبانيا. إلى ذلك، جدد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل الباريس دعمه لمساعي الأممالمتحدة في نزاع الصحراء الغربية، وألمح إلى ضرورة منح مزيد من الوقت لبناء العلاقات مع المغرب لتكون قائمة على "تصور القرن 21′′، مبديا عدم رضاه بشأن تعاون المغرب في مجال مكافحة الهجرة السرية خاصة في سبتة ومليلية المحتلتين. جاء ذلك في مؤتمر صحافي مساء الثلاثاء في العاصمة مدريد. وكان رد الوزير الإسباني على سؤال حول مستوى التعاون مع المغرب في مواجهة الهجرة وخاصة منع تسلل المهاجرين إلى سبتة ومليلية مثيرا للغاية، وفق ما أوردت وكالة أوروبا برس، إذ قال: "أنا غير راض عن ذلك، علينا الذهاب أكثر". ويفتح جواب وزير الخارجية الكثير من التأويل، إذ يجري تأويله أن إسبانيا غير راضية على مستوى تعاون المغرب حاليا في مواجهة الهجرة وخاصة بشأن المدينتين المحتلتين وتريد التزاما أكبر منه. وفي الملف المتعلق بنزاع الصحراء الغربية، أكد دعم ستيفان دي ميستورا المبعوث الجديد للأمين العام للأمم المتحدة في النزاع، وكشف أن مدريد وضعت طائرة عسكرية رهن إشارة المبعوث الخاص الذي سيقوم بجولة على أطراف النزاع ابتداء من أمس، الأربعاء. وفي رده حول موقف بلاده من النزاع لاسيما بعد الأزمة مع المغرب بسبب الصحراء، قال الوزير إن اسبانيا "تدعم البحث عن حل سياسي دائم ومقبول من الطرفين في إطار الأممالمتحدة". وتأتي تصريحات وزير الخارجية في نفس سياق الإستراتيجية الجديدة للأمن القومي التي صادقت عليها الحكومة الثلاثاء الماضي، وتضع إطارا شائكا للعلاقات مع المغرب ينص على ما اعتبرته "احترام سبتة ومليلية" و"التعاون المخلص". وتمر العلاقات بين المغرب وإسبانيا بأزمة حقيقية اندلعت بعدما رفضت مدريد قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اعترافه بسيادة الرباط على الصحراء الغربية، ثم تساهل المغرب في دخول آلاف المغاربة إلى سبتة في ماي الماضي. ولا يوجد سفير في سفارة المغرب في مدريد منذ ماي الماضي.