أشرفت اليوم الخميس وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي، بقصر الثقافة مفدي زكرياء على مراسيم الاحتفال بيوم التراث العالمي الإفريقي المادي وغير المادي الذي يصادف 5 ماي من كل سنة، بعد أن أقره المؤتمر العام لليونسكو سنة 2015 مناسبة لجميع الشعوب في أنحاء العالم، وخاصة الأفريقية، للاحتفال بالتراث الثقافي والطبيعي الخاص بالقارة. وأوضحت الوزيرة في كلمة بالمناسبة قرأها نيابة عنها رئيس ديوان وزارة الثقافة والفنون، أن الاحتفاء بهذا اليوم سيكون على غرار باقي الدول الإفريقية عن طريق تنظيم ندوات ومعارض وفعاليات لتثمين تراث قارتنا العزيزة، حيث تندرج في إطار البرنامج المسطر لإحياء شهر التراث لسنة 2022 تحت شعار "تراثنا غير المادي، هوية وأصالة"، مضيفة بأن الجزائر ولإدراكها بأهمية ودور موروثها الثقافي في تكوين هويتها وتشكيل شخصيتها الثقافية والتاريخية وانتمائها الحضاري، فقد سارعت إلى الإدراج في نصوصها الأساسية وفي إعداد سياساتها الثقافية وطنيا ودوليا مسألة حفظ التراث الثقافي المادي وغير المادي والمحافظة عليه والتعريف به، مؤكدة على ضرورة الوقوف على المكانة والدور الريادي الذي تؤديه الجزائر في المنظمات الدولية الكبرى على غرار اليونسكو والاتحاد الأفريقي فيما يتعلق بإعداد أو دعم الاتفاقيات الثقافية الدولية الكبرى، مثل تلك التي أُبرمت سنوات 1972، 2003 و 2005 أو من خلال مشاركتها في الإنجازات الثقافية الأفريقية الكبرى، مقدمة تشكراتها للاتحاد الأفريقي على منحنا شرف استضافة متحف إفريقيا الكبير الذي سيكرس لثقافة وتاريخ القارة، إضافة إلى منظمة اليونسكو لاختيارها الجزائر لاحتضان المركز الإقليمي لصون التراث الثقافي غير المادي في إفريقيا CRESPIAF، الذي تم إنشاؤه في 27 ديسمبر 2015 والمكرس لخدمة الاتفاقية الدولية لعام 2003. وسلطت الوزيرة في كلمتها الضوء على الجهود التي كرستها الدولة الجزائرية لصالح تعزيز قدرات البلدان الإفريقية تماما مثلما أعلن عن ذلك رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في قمة أديس أبابا، بأن الجزائر عازمة على وضع سياسات التعاون الإقليمي وبرامج التنمية المستدامة في خدمة شعوب القارة بغية السماح لأفريقيا بالخروج من تخلفها التنموي الذي أضر بها والمظالم التاريخية التي عرقلتها من أجل أن تتحقق لشعوبها الكرامة الإنسانية التي تستحقها، حيث استشهدت بما بذلته الجزائر في التعريف بالتراث الثقافي الإفريقي وكذا مجالات الجرد والبحث العلمي والتوثيق والحفظ؛ وفي مجال التشجيع على التعاون وتبادل الخبراء والخبرات بين هيئات التراث الأفريقي، إضافة إلى تسهيل التبادلات بين المتاحف ومراكز الأرشفة المتخصصة ومعاهد البحث لتشكيل قواعد البيانات والمساهمة في معرفة أفضل بالتراث الأفريقي في إفريقيا نفسها والتعريف به في العالم، وهذا إلتزاما من الجزائر بمبدأ التضامن والصداقة الإفريقية. جدير بالذكر، بأن الاحتفالية تخللتها إلقاء محاضرة من طرف الدكتور "سليمان حاشي" مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، بعنوان "الموروث الثقافي غير المادي الإفريقي واتفاقية 2003″، أين سلط الضوء على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي ترمي إلى حماية الموروث الثقافي غير المادي الإفريقي، مركزا على اتفاقية سنة 2003، والتي كان الأستاذ المحاضر طرفا فيها.