غادر وسيطا المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا اللذان يسعيان للتوصل الى اتفاق حول المرحلة الانتقالية في مالي، السبت العاصمة من دون توافق مع الانقلابيين السابقين على اسم الرئيس المقبل للمرحلة الانتقالية. وقال وزير التكامل الافريقي في ساحل العاج اداما بيكتوغو الموفد من المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا قبل مغادرته "لم نتوصل الى اتفاق حتى الان. وفق معلوماتنا، وبموجب الدستور المالي، حين تنتهي الايام الأربعون الانتقالية من دون اجراء انتخابات فان (الرئيس الانتقالي الحالي) ديوكوندا تراوري هو من يواصل المهمة". واضاف بيكتوغو الذي حضر الى باماكو يرافقه وزير خارجية بوركينا فاسوجبريل باسوليه ان الانقلابيين السابقين "لم يوافقوا على هذا الامر. احرص على التوضيح ان المجموعة الاقتصادية لا مرشح لها. اننا نلتزم الدستور المالي". وكان الرجلان وافقا الجمعة على مواصلة مهمتهما بطلب من رئيس الوزراء الانتقالي المالي الشيخ موديبوديارا بينما كانا يستعدان لمغادرة البلاد واعلان فشل المهمة. واذا كانت المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا ترى ان على الرئيس الانتقالي تراوري الاحتفاظ بمنصبه، فان المجلس العسكري السابق الذي سلم السلطة للمدنيين بعد انقلاب 22 مارس يرفض ذلك ويريد ان يتولى قائده الكابتن امادوهايا ساناغوادارة المرحلة الانتقالية. وتقضي المهمة الرئيسية للهيئات الانتقالية يايجاد حل للازمة في شمال البلاد الذي يسيطر عليه المتمردون الطوارق واخرون اسلاميون مسلحون في مقدمهم جماعة انصار الدين وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وقال رئيس البنك الأفريقي للتنمية انه من الضروري ان تسعى حكومات غرب أفريقيا وبمساعدة من المجتمع الدولي على وجه السرعة إلى الحيلولة دون أن يصبح حزام منطقة الساحل الأفريقي ملاذا للارهابيين والمهربين. وقال أيضا دونالد كابيروكا رئيس البنك في مقابلة إن النمو في أفريقيا جنوب الصحراء يتمتع بزخم جيد لكن ينبغي أن تكون الاقتصاديات مستعدة لمواجهة خطر صدمات خارجية جراء تراجع النمو في البلدان المتقدمة والاقتصاديات الناشئة الكبيرة. وقال كابيروكا في المنتدى الاقتصادي العالمي في أديس أبابا "من الضروري التصدي له وبحسم. لا يمكن أن نتحمل أن يصبح حزام الساحل الافريقي ملاذا آمنا للارهابيين والمهربين من كل الأصناف". واضاف "إنها قضية سيتعين على حكومات غرب أفريقيا ان تعالجها معا واعتقد أنهم سيحتاجون إلى بعض المساندة من المجتمع الدولي". وتثور مخاوف ان يمتد عدم الاستقرار في شمال مالي إلى بلدان مجاورة مثل النيجر وهي جزء من حزام بلدان الساحل الذي يمتد عبر القارة الافريقية على اطراف منطقة الصحراء الكبرى. وحذر من أن البلدان الافريقية ليست في وضع جيد للتغلب على الصدمات الخارجية كما كانت في عام 2008 حينما وقعت الأزمة المالية أول مرة. وقال إن وسائل امتصاص الصدمات مثل فوائض المالية العامة والاحتياطات النقدية الجيدة ومستويات الدين المنخفضة ومعدلات التضخم المتدنية ساعدت الحكومات على زيادة الانفاق وامتصاص الصدمة. واضاف "وهذه المرة ضعفت وسائل امتصاص الصدمات وهوما ينبيء بأنه اذا حدثت صدمة كبيرة من الاقتصاد العالمي فإن قدرتنا على التصدي للصدمة ستكون أقل كثيرا".