برزت ملامح تشكل جبهة مضادة لما افرزته نتائج الانتخابات التشريعية، ثلاثة أيام بعد إعلانها، بعد أن "توافق" الغريمين "الأيديولوجيين" تكتل الجزائر الخضراء وحزب العمال. لبت الأمينة العامة لحزب العمال، دعوة صريحة من قادة تكتل الجزائر الخضراء، لتنسيق المواقف حول الخطوة المستقبلية المنتظر مباشرتها بعد احتجاج الطرفين على نتائج التشريعيات الموسومة "بالتزوير"، حسب قادة التكتل وحنون على حد سواء، وكانت حنون تنتقد مرارا تكتل الجزائر الخضراء، في حملتها الانتخابية، بمخاوف من "صعود إسلاميين" وعاكست نتائج الانتخابات حلمهم. وقالت مصادر أن الجبهة الوطنية الجزائرية تنظر دعوة من التكتل أو لويزة حنون للانضمام إلى "جبهة رفض" بعد أن إحتج موسى تواتي، بشدة على إقصاء قوائمه في عديد الولايات ولم يحصل سوى على تسعة مقاعد بعد أن حاز 21 مقعد في التشريعيات السابقة. وقرر "تكتل الجزائر الخضراء"، أمس، التواصل مع كل أطياف الطبقة السياسية بهدف التشاور وتنسيق المواقف وبحث إمكانية الخروج بموقف مشترك حيال نتائج التشريعيات المعلن عنها "لتصحيح مسار الديمقراطية ولجم نهم الداعين إلى عودة الجزائر إلى ما قبل 05 أكتوبر 1988". ودعت أحزاب التكتل مجالس الشورى الثلاثة إلى الانعقاد من أجل بلورة موقف سياسي حيال الوضع الجديد، ودعت المناضلين إلى "البقاء على أهبة الاستعداد لمواصلة مسيرة الجزائر الخضراء التي بدأت مع بوادر الربيع الديمقراطي المؤجل في الجزائر". وأشارت أحزاب التكتل، في بيان مشترك لها أمس، أنه "بعد الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات التشريعية التي جرت يوم 10 ماي 2012، وبعد القراءة الموضوعية والدقيقة لمجريات الحملة الانتخابية وما سبقها وما تخللها من تجاوزات إلى يوم الاقتراع، وما ترتب عن ذلك من نتائج وصفت بغير المنطقية، فإن تكتل الجزائر الخضراء يعبر عن مخاوفه تجاه المستقبل كون هذه النتائج تسببت في إعادة قطار الإصلاحات إلى نقطة الصفر وأرجعت البلاد إلى عصر الأحادية، وكرست المزيد من اليأس في قدرة الصندوق الانتخابي على تعميق الإصلاحات وزرع الأمل في المستقبل". وقالت رئيسة حزب العمال إن قادة "تكتل الجزائر الخضراء" فعلا اتصلوا بها لتنسيق المواقف ردا على "المهزلة الانتخابية" وقد لبت الدعوة في انتظار عقد اجتماع تشاوري وفتح المبادرة على الأحزاب المتضررة من نتائج الانتخابات كما ترى حنون. واعتبر تكتل الجزائر الخضراء أن "هندسة نتائج الانتخابات بهذا الأسلوب المفضوح مصادرة لإرادة الشعب الجزائري المتطلع نحو الإصلاح الدافع باتجاه ربيع جزائري يستجيب لتطلعات جميع الجزائريين، ويضيق مساحات الأمل في المستقبل، سيما لدى الشباب الطامح إلى استلام المشعل".