يقدم لنا الفيلم الايطالي "الجبال الثمانية" قصيدة مكتوبة بعناية تعتمد على نص روائي بنفس الاسم تعزف على مقام الصداقة التى تظل صامدة عبر الزمن والظروف والمتغيرات . فيلم "الجبال الثمانية " من توقيع المخرج الايطالي فليكس فان جورنجين وزوجته شارلوت فاندريميش الذين يرحلان بنا الى حكاية صداقة تعود لايام الطفوله حتى الكبر والرجولة يحصد ذلك الثنائي اثار والديهما هذا والدة مشغول عنه وتركة يعيش لوحدة مع بقايا الاسرة على قمم الجبال وذاك يريده والده ان يسير على خطاه، بيترو وبرونو الاول قادم من المدينة مع اسرتهى لقضاء الصيف فوق قمم الجبال وبرونو الصبي الروعوي الذى يعيش ظروف الارض والقسوة والعمل اليومي تتطور العلاقة بينهما ذات صيف ولكن مع عودة الشتاء يبقي برونو في عوالم الصقيع والبرد والتجكد ويعود بيترو الى المدرسة في المدينة وهو يتذكر تلك اللحظات والمغامرات الظريفة . تمر الايام والسنون برونو يغيب وبيترو تتعقد علاقته مع والده ويحينما يقرر هذا الاخير العودة للبحث عن صديقة بعد رحيل والدة يكون الزمن قد مر طويلا وترك اثاره على حياتهما بقرران بناء بيت فوق قمم احد الجبال ليكون بيتهما سويا في موسم الصيف لان الثلوج تغطي المكان في الشتاء. وتمثل مرحلة بناء البيت واحدة من اهم المراحل في النص الروائي الاصلي وايضا في الفيلم الذى يذهب الى رصد التفاصيل الحياة والاحتفاء بعالم الجبال وظروفها وجمالياتها وتداعي الذكريات ايام الطفولة .. سينما لا تذهب الى التأويل بل الى هدف مباشر هو الاحتفاء بالصداقة . وان الصداقة الحقة ستظل باقية حتى وان غاب احد الطرفين، لاننا امام ذاكرة بيترو التى تظل تستدعي حكايات واحلام وظروف برونو الصبي الجبلي الذى يظل في كل مرة يرفض الانتقال من الجبال الى المدينة وهكذا الاخر ، حتى اللحظة التى يعشق بها بيترو الجبال بعد رحلة يقوم بها الى جبال هيمالايا بين الهند والتبت ونيبال . سينما تظل على مدي ساعتين ونصف تطوف بنا في قمم الجبال التى يحاول بيترو ان يسير على خطي والده في صعود القمم الواحدة تلو الاخري ويتتبع خطي والده الذى ظل يدعم برونو يساكن الجبال فلماذا لا يسير هو على الركب وهو الاقرب الى برونو صديق الطفوله والصبا والشباب . سينما بلا تعقيدات او فذلكات حيث الصداقة هي العنوان الرئيسي والمحوري . ليخلص الفيلم ان الصداقة باقية .. حتى وان رحل احد اطرافها لاننا تظل بداخلنا كما النبض .. كما الحياة .. فما اروع ان نكون الصداقة هي الحياة .. او ان تكون الحياة محورها الصداقة .