أجمع المشاركون في ختام فعاليات الصالون الدولي للسياحة والأسفار بالجزائر العاصمة، أن النقص الكبير الذي ما زالت تعاني منه الجزائر في مجال الإيواء قد حال دون تحقيق الأهداف المرجوة في استقطاب السياح سيما الأجانب منهم على مدار السنة. أكد المشاركون في الصالون -والذين يمثلون دواوين ووكالات السياحة والأسفار إلى جانب متعاملين آخرين- أن "نقص مرافق الإيواء وارتفاع الأسعار قد أديا إلى عدم تحقيق الأهداف المرجوة في استقطاب العدد الكبير من السياح الأجانب نحو الجزائر". وتطرق المشاركون إلى "أوضاع أمنية سادت خلال العشرية السوداء" وساهمت في "تراجع السياحة في الجزائر بعد أن كانت خلال السبعينات تنافس العديد من الدول المجاورة". وأشارت ذهبية حماني مسؤولة بالديوان الوطني للسياحة إلى كل "الجهود المبذولة حاليا للنهوض بقطاع السياحة من خلال تحسين مقصد ووجهة الجزائر السياحية". وقالت حماني في هذا الإطار، أن "وجهة الجزائر السياحية أضحت من بين انشغالات قطاع السياحة حيث نعمل من خلال مشاركتنا المكثفة في مختلف الصالونات الدولية للسياحة التي تقام في الخارج على إبراز الثروات السياحية الزخمة والمتنوعة التي تتوفر عليها بلادنا لاستقطاب السياح". وأوضحت حماني أن العديد من السياح الأجانب "خاصة من فرنسا واسبانيا وايطاليا أصبحوا يزورون الجزائر لاكتشاف تنوعها السياحي"، وأشارت إلى أن أغلب هؤلاء السياح يميلون للسياحة الصحراوية والثقافية. وذكرت من جهة أخرى بأهمية تنظيم هذا الصالون الذي جمع كما قالت العديد من وكالات السياحة والأسفار من الجزائر ومن العديد من الدول الأجنبية لتبادل الآراء والمعارف لدعم الشراكة والتعاون في مجال السياحة. وأكدت مسؤولة بوكالات السياحة والأسفار "مون لايت تور"، نورية سي حسان، على الدور المنوط بالوكالات للترويج بالسياحة الجزائرية التي تتوفر على إمكانيات كبيرة ومتنوعة في هذا المجال. وقالت مسؤولة الوكالة أن وجهة الجزائر السياحية "أضحت خلال هذه السنوات الأخيرة محل اهتمام الكثير من السياح الأجانب" مذكّرة بدور وكالتها للترويج والتعريف بالمؤهلات السياحية الجزائرية عن طريق استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال ومختلف وسائل الإشهار"، غير انه ما حال دون جلب عدد واسع من السياح تقول السيدة سي حسن هو"نقص مرافق الإيواء وكذا الأسعار المرتفعة الخاصة بالفنادق الفخمة" ودعت إلى توفير مراكز لإيواء السياح تكون في مستوى متطلبات وإمكانيات الزبائن". وأكد مسؤول بوكالة السياحة والأسفار مشتركة "جزائرية-إماراتية (الجزيرة دبي)" أن الجزائر "تملك من مقومات سياحية وثروات طبيعية وثقافية تؤهلها لان تكون في مصاف البلدان التي تستقطب العدد الكبير من السياح الأجانب". غير أن نقص مرافق الإيواء والخدمات السياحية -يضيف مسؤول هذه الوكالة - قد ساهما "بشكل كبير في تراجع السياحة في الجزائر على ما كانت عليه في السبعينات". وألح مسؤول هذه الوكالة على "دعم الاستثمار لبناء مرافق جديدة تكون في مستوى رغبات وإمكانيات جميع السياح" داعيا في نفس الوقت إلى تحسين الخدمات السياحية بترقية التكوين وتعزيز وسائل التسويق والترويج للدخول في المنافسة في السوق العالمية.