أكد رئيس الجمهورية، عبد الجيد تبون، اليوم الاثنين، بالجزائر العاصمة، أن التوقيع على الإعلان المشترك المتوج للقمة الرابعة بين الحكومتين الجزائرية والإيطالية، يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الفعال ويرسم خارطة للعلاقات بين البلدين. وفي تصريح مشترك مع رئيس مجلس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، عقب التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون الثنائي، أعرب الرئيس تبون، عن ارتياحه للحصيلة الإيجابية لأشغال القمة الرابعة بين حكومتي البلدين, مشيرا إلى التوقيع على العديد من الاتفاقيات الهامة في عدة مجالات وكذا التوقيع على إعلان مشترك "سيؤسس لمرحلة جديدة للتعاون الفعال ويرسم خارطة للعلاقات بين البلدين الحريصين على تعزيز روابطهما التاريخية العميقة". كما رحب رئيس الجمهورية، بدراغي الذي يزور الجزائر للمرة الثانية خلال هذه السنة، وهو ما يدل –مثلما قال– على "رغبة بلدينا في تعزيز روابط الصداقة وتكثيف مجالات التعاون", معتبرا أن هذه الزيارة تعد "خطوة أخرى نحو بناء علاقات استراتيجية, كما أنها تندرج في نهج سنة التشاور المستمر بين البلدين". وأضاف الرئيس تبون، أن المحادثات التي جمعته مع رئيس مجلس الوزراء الإيطالي سمحت بالتطرق إلى "القضايا الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك في المحيط المغاربي, والتي نوليها مع أصدقائنا الإيطاليين أهمية خاصة". وتابع أن اللقاء، كان "فرصة لتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية في خضم الوضع الراهن المضطرب وتداعياته على الأمن والاستقرار إقليما ودوليا وتهديده الصريح للأمن الغذائي العالمي, خاصة في إفريقيا وبالأخص المغرب العربي", مؤكدا على "أهمية العمل المشترك للمشاركة والمساهمة بشكل إيجابي في إحلال الأمن والسلم في منطقتنا المتوسطية". وسجل الرئيس تبون "تطابقا كليا" بشأن كافة الملفات الكبرى ومنها القضية الليبية التي جدد إزاءها التأكيد على "ضرورة تحقيق الليبيين هدف بناء المؤسسات بأنفسهم, من خلال انتخاب نزيه لممثليهم الذين يختارهم الشعب الليبي بنفسه, بعيدا عن التدخلات والتجاذبات الخارجية". كما تم خلال ذات المحادثات –يضيف رئيس الجمهورية– تبادل وجهات النظر حول الوضع السائد في مالي والساحل وأهمية التعاون من أجل "تطبيق اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر وتعزيز دور البعثة الأممية (مينوسما) من أجل الوصول إلى التسوية النهائية للتوتر الحاصل في المنطقة". وبشأن قضية الصحراء الغربية, قال الرئيس تبون: "نتفق مع الأصدقاء في إيطاليا على دعم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة والبعثة الأممية للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) لدورها المهم في تسوية هذا النزاع الذي طال أمده". ولفت الرئيس تبون إلى أن المحادثات شملت أيضا المسائل الاقتصادية, مشيرا إلى "انعقاد منتدى الأعمال بين البلدين والذي يأتي بعد صدور قانون الاستثمار الجديد الذي سيشكل لبنة أساسية تضاف لما أنجزناه لدعم الشراكة والاستثمار المنتج بين المؤسسات والشركات في البلدين الصديقين". كما جدد الرئيس تبون، التأكيد على ما اقترحه خلال زيارته الأخيرة إلى إيطاليا بأن تكون الجزائر "من المزودين لأوروبا بالطاقة الشمسية وبالطاقة الكهربائية التقليدية".