بالدموع والورود وبالملابس التي غلب عليها اللون الأسود، ودعت روسيا، السبت، ميخائيل جورباتشوف، في حدث غاب عنه الرئيس فلاديمير بوتين. واصطف سكان موسكو بالقرب من الكرملين السبت لتوديع ميخائيل جورباتشوف، الزعيم السوفياتي السابق الذي حظي باحترام كبير في الغرب بسبب إصلاحاته، والذي عاش لفترة كافية ليشهد كيف تراجعت القيادة الروسية عن الكثير من تلك التغييرات. وتوفي جورباتشوف، الثلاثاء الماضي عن 91 عاما، فيما ووري الثرى اليوم بدون تكريم رسمي من الدولة أو حضور الرئيس فلاديمير بوتين. ومع ذلك، فقد حظي بتوديع جماهيري إذ سمحت السلطات للروس بإلقاء نظرة الوداع على نعشه في قاعة الأعمدة الشهيرة، الواقعة على مرمى البصر من الكرملين، حيث تم تشييع جثامين الزعماء السابقين للاتحاد السوفياتي. لكن عندما انتزعت الجمهوريات السوفياتية الخمس عشرة الحريات نفسها للمطالبة باستقلالها، كان جورباتشوف عاجزا أمام منع وفيما غاب السبت العديد من رؤساء الدول والحكومات في الغرب، الذين عادة ما كانوا سيحضرون، بسبب الصدع في العلاقات بين موسكو والغرب نتيجة إرسال بوتين قوات إلى أوكرانيا في فبراير. إلا أن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، وهو قومي محافظ وأحد القادة الأوروبيين القلائل الذين تربطهم علاقات طيبة مع بوتين، حضر الجنازة، حسب ما كتب المتحدث باسمه زولتان كوفاكس على تويتر. وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالة الإعلام الروسية أن بوتين ليس لديه خطط للقاء أوربان خلال زيارته لموسكو. كما قدم العديد من المسؤولين والشخصيات الثقافية الروسية، بما في ذلك النائب البارز كونستانتين كوساشيوف والمغنية آلا بوجاتشيوفا، تعازيهم لأسرة جورباتشوف، التي كانت تجلس على يسار نعشه المفتوح.