أعلن أمين بودلفة المدير الولائي للثقافة والفنون بتلمسان، أن الطبعة الثانية عشرة من المهرجان الوطني لموسيقى الحوزي تنطلق بعد غد الأربعاء، بقصر الثقافة عبد الكريم دالي وتستمر إلى غاية 25 ديسمبر الجاري، بمشاركة 13 جمعية موسيقية منها سبع من ولاية تلمسان, وستعرف تكريم كل من الفنان الشيخ العربي بن صاري والشيخة طيطمة. وأوضح أمين بودلفة، أن طبعة هذه السنة من المهرجان تعرف مشاركة فنانين محترفين في هذا الطابع الموسيقي على غرار حاج قاسم إبراهيم ومريم بن علال بالإضافة إلى جمعيات موسيقية التي ستفضل موسيقيين الشباب بغية تكوين جيل جديد في هذا النوع الفني الذي يحظى بشعبية في الجزائر، وستقدم ضمن هذه الطبعة أيضا أقسام -ماستر أو دورات تكوينا لفائدة الشباب بتأطير من مختصين في هذه الموسيقى، مضيفا أن هذا المهرجان سيسلط الضوء على شعر الحوزي والشعراء الذين تألقوا بتلمسان . وفي الشق الأكاديمي سيعرف المهرجان وفق ذات المتحدث تنظيم لقاء علمي يتناول موسيقى الحوزي على مستوى مركز الدراسات الأندلسية بمشاركة باحثين من المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ. من جهة أخرى وبهدف خلق ديناميكية اقتصادية وسياحية حول هذا المهرجان ستقام معارض للفنون التشكيلية ومنتجات الصناعة التقليدية بوسط مدينة تلمسان ومدن مختلفة بالولاية والتي ستحتضن سهرات موسيقية. كما سيتم تنظيم جولات سياحية للزوار الراغبين في اكتشاف مدينة الزيانيين، ويعتزم مدير الثقافة والفنون لتلمسان الذي يعد أيضا محافظ هذا المهرجان تنظيم بالتعاون مع المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ إعداد ملف من أجل اقتراح هذه الموسيقى كموسيقى عالمية، ويندرج "الحوزي" ضمن الموسيقى الأندلسية، وهو، وإنْ كان يقترب من فن المالوف، فإنه يختلف عنه خصوصاً لجهة اعتماده على مقطوعات شعرية منظومة بالعامية، وقصر المسافات الصوتية لمغنّييه، وقلّة اللجوء إلى النغمات المتعدّدة، ويرتبط هذا النوع الموسيقي بثلاث ولايات جزائرية وهي الجزائر العاصمة والبليدة وتلمسان التي اشتهر فيها "الحوزي" منذ القرن الخامس عشر، وكانت حينها عاصمةً للدولة الزيانية، خصوصاً مع الشاعرين سعيد بن عبد الله المنداسي وأحمد بن تريكي، ولاحقاً أبو عبد الله محمد بن مسايب الذي عاش في القرن الثامن عشر، ويعدّ شاعر تلمسان الأوّل.