أجمع المشاركون في ندوة حول مسار جمعية "الموجة" بمستغانم، على ضرورة ترسيم الجمعية، كمدرسة معتمدة للتكوين المسرحي منفتحة على المحيط الذي تنشط فيه و تربطها شراكة مع المؤسسات التربوية والتكوين المهني والجامعة, مشيرين إلى أن الموجة تجربة مسرحية فريدة من نوعها في فضاء الممارسة المسرحية الجزائرية. وبالمناسبة أبرزت خولة بوجمعة رئيسة الجمعية التي تأسست سنة 1978, وتعد مدرسة للتكوين المسرحي ومن أقدم وأعرق الفرق المسرحية على مستوى ولاية مستغانم, تجربة الجمعية ومسارها وقال أن الجمعية قامت باقتباس وعرض مئات المسرحيات على مدار 44 سنة من الحضور ولا تزال إلى اليوم تهتم بتكوين أجيال متعاقبة من الممثلين والمخرجين والسينوغرافيين وغيرها من التخصصات، وقالت أنها تعمل من أجل ترسيم الجمعية كمدرسة معتمدة للتكوين المسرحي منفتحة على المحيط الذي تنشط فيه وتربطها شراكة مع المؤسسات التربوية والتكوين المهني و الجامعة, مؤكدة أن أبواب التعاونية بفضاءاتها مفتوحة أمام الجمعيات وكل الطاقات الفنية لتجسيد عروضهم وتقديم خبرتها في المجال خدمة لهدفها السامي وهو التكوين المسرحي. بدوره أكد الناقد المسرحي من جامعة وهران, محمد شرقي, أن جمعية الموجة بمثابة "مدرسة فنية" ساهمت بقوة منذ عقود على إرساء إستراتيجية للتكوين المسرحي وذلك رغم الصعوبات التي واجهتها بعد تهديم المقر القديم لها وكان فضاءا يعج بالإبداع المسرحي مفتوح أمام كل جمعيات الهواة ومحبي الفن الرابع كما استمرت لغاية اليوم في أداء دورها الذي راهنت عليه لديمومة الممارسة المسرحية في الجزائر. من جانبها, أشارت الأستاذة بجامعة مستغانم بومسلوك خديجة, أن الجمعية عبر 44 سنة من التأسيس ما تزال قادرة على تسليم المشعل من جيل إلى جيل جديد, مضيفة أن البداية كانت تحت رعاية الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية حيث أسس مجموعة من الشباب (غربي بوعلام, جيلالي بوجمعة, العجال بلغربي, محمد بلعالم, وآخرون) لجنة حي للتوعية والعمل التطوعي بمعية أطقم من قطاع التربية, وبدأ التفكير في إنشاء فرقة مسرحية أعطيت إدارتها لجيلالي بوجمعة الذي كان عضوا بجمعية الإشارة وقبلها في فرقة فن الخشبة. بدوره ثمن الناقد المسرحي ومدير المسرح الجهوي للجلفة, ناصر خلاف, الالتزام العائلي في تجربة جمعية الموجة لمستغانم التي تؤكد أن الارتباط الفني ظاهرة عائلية, مشيرا إلى الموجة كتجربة مسرحية فريدة من نوعها في فضاء الممارسة المسرحية الجزائرية، وقد تميز اللقاء بفتح نقاش ثري بين مختلف المخرجين والممثلين وطلبة المعهد العالي لفنون العرض والسمعي البصري تم خلاله طرح قضايا المسرح و أماله و ضرورة العمل على جمع شتات أرشيف وذاكرة التعاونيات والجمعيات المسرحية في الجزائر باعتبارها جزء من مكونات التراث الثقافي الوطني.