اختير الفنان التشكيلي رشيد قريشي لتمثيل الجزائر والمشاركة في معرض "مستقبل التقاليد، كتابة الصورة: فن معاصر من الشرق الأوسط" الذي يحتضنه "غاليري بروناي" التابع لكلية الدراسات الشرقية والإفريقية في العاصمة البريطانية لندن، والذي من المقرر أن تستمر فعالياته إلى غاية نهاية شهر مارس المقبل، ويعرف مشاركة 37 فناناً وفنانة من مختلف الدول العربية. ويشارك إلى جانب الفنان الجزائري رشيد قريشي، كل من كمال بلاطة ومليحة أفنان وجمانة الحسيني من فلسطين، وإيتيل عدنان وسعيد بعلبكي من لبنان، وشاكر حسن آل سعيد ومحمود العبيدي وحسن المسعودي ووليد سيتي وحليم الكريم من العراق، ومنير الشعراني من سورية، ونجا المهداوي والمهدي قطبي وخالد بن سليمان من تونس، وعلي عمر أرميص من ليبيا، ومنال الضويان من السعودية، وشانت أفيديسيان وفتحي حسن وسوزان حفونة من مصر، وناصر الأسودي من اليمن، وفرهاد أهرارنيا وسياوش أرمجاني ومحمود بخشي وعناية الله نوري وفرهارد مشيري من إيران. يقدم المعرض أعمالا لمختلف الأجيال من الفنانين العرب، حيث يمثّل الجيل الأول منها في الستينيات الروّاد الأوائل في الحروفيات، وقدم الجيلان اللاحقان وفق ما جاء في الموقع الرسمي للتظاهرة، أنماطا متنوعة وظفت مورفولوجيا الحروف، والقوافي وإيقاعات الخط، وتجريد الكلمات والأرقام والأفكار في أعمالهم الفنية، ويشير المصدر، إلى أنه تم اختيار الأعمال المعروضة لقيمتها الفنية، سواء على صعيد المضامين السياسية والاجتماعية أو الرؤية المفاهيمية أو لاعتبارات جمالية فقط، والتي لم يتوقف حضورها على حدود الجغرافيا التي نشأت فيها بل قدّمت مساهمة لافتة في الفن العالمي. ويعد الفنان التشكيلي الجزائري العالمي، رشيد قريشي المولود بمدينة عين البيضاء بولاية أم البواقي سنة 1947 أحد أبرز الفنانين العالميين في تخصص فن زخرفة الخط العربي "كاليغرفيا"، حيث عرض إبداعاته في أشهر قاعات العرض العالمية في أوروبا وأمريكا والعالم العربي الإسلامي وتم تتويجه بعديد الجوائز العالمية الفنية من بينها جائزة الفن الإسلامي 2011، كما تم إدراج أعماله ضمن المصنفات الفنية ومجموعات أكبر المتاحف العالمية، وتتكئ تجربة الفنان رشيد قريشي على توظيف المفردات والإشارات الخطية واللاخطية باعتبارها مكوّنات تحيل إلى أساطير وعقائد مستمّدة من التراث العربي والإسلامي والأمازيغي، يضوع من خلالها خطابه الجمالي والبصري، ويستخدم قريشي وسائل تعبير مختلفة في أعماله بما فيها الخزف والنسيج والشعر والخط العربي والرسم وتتعدد المفردات الكونة للوحة القرشي فيبرز فيها الحرف العربي بكل تجلياته الجمالية والحكم والمأثورات والأبيات الشعرية والزخرفة العربية وغيرها من الفنون البصرية الإسلامية، وتحتشد لوحاته بالخطوط والرموز والأرشام والأوشام والتجاعيد والتخاديد التي تعكس رغبة الفنان بالانعتاق من فن الخط السائد والتقليدي في العالم العربي، ويقدّم في كل ذلك منظوره الخاص للتصوف باعتباره تمثيلا لحركة الإنسان المسكون بالإحساس المبهج، ووصوله إلى الحدود غير التقليدية للوعي الإنساني، والذي يربطه بالمفهوم الصوفي حول الترحال بين الأمكنة والأزمنة وحالات الاتحاد والحلول والارتقاء والتقمّص.