يتضمن المسار السياحي الديني المرسوم من طرف مديرية السياحة والصناعة التقليدية بقالمة كلا من مسجد ابن خلدون بعاصمة الولاية والزاوية الرحمانية بقرية الناظور باعتبارهما المعلمان الشاهدان على تمسك سكان المنطقة بهويتهمالوطنية ودينهم في مواجهة المخططات الاستعمارية. وأشار مدير السياحة والصناعة التقليدية، صالح باقل، الى أن هذين المعلمين الدينيين اللذين يعود بناؤهما إلى للقرن ال19 ميلادي، كان لهما دور كبير في إفشال مخططات الاستعمار الفرنسي الهادفة إلى القضاء على اصالة وهوية الشعب الجزائري، بفضل اسهامهما في غرس القيم الدينية والوطنية وتعزيز الانتماء الحضاري العربي الإسلامي، مضيفا بأن هذا المسار السياحي الذي يمكن تخصيص يوم واحد لتتبعه يسمح باكتشاف هاتين القطعتين الهامتين من الموروث الثقافي المحلي. وأضافت المسؤول نفسه بأن المديرية خصصت فضاءها المعروف باسم " كل يوم صورة" الذي يدخل أسبوعه الثلاثين منذ إطلاقه عبر صفحتها الرسمية على شبكة التواصل الإجتماعي "فايسبوك"، يتضمن نشر مجموعة من الصور الخاصة بهاذين المعلمين تزامنا مع أيام شهر رمضان المبارك نظرا لدورهما الرائد طوال الحقبة الاستعمارية في تحفيظ القرآن الكريم وعلوم الدين وإحياء اللغة العربية ونشر المعرفة الصحيحة بتعاليم الإسلام وعقائده وأحكامه وآدابه ومحاربة الجهل والشعوذة والبدع. وأفاد الأستاذ بأن جريدة "المبشر" التي كانت تصدرها السلطات الاستعمارية باللغة العربية وتوجهها لفائدة الجزائريين في تلك الفترة أشارت في إحدى مقالاتها سنة 1848 إلى بداية بناء المسجد بقالمة إلى جانب بناء عدد من المساجد الأخرى في مناطق مختلفة من الوطن ومن بينها "مسجد العتيق بسطيف". وفيما يتعلق بالزاوية الرحمانية "للشيخين اعمارة والحفناوي بديار" المتواجدة بقرية الناظور ببلدية بني مزلين على بعد حوالي 22 كلم شرق قالمة، فهي حسب الكاتب والشاعر المتخصص في التراث، محمد بن رقطان، تعتبر من الشواهد الدينية والتاريخية للمنطقة مبرزا بأن هذا المعلم الذي تأسس سنة 1869 تم تصنيفه ضمن التراث الوطني سنة 1999. وذكر المتحدث الذي ألف كتابا بعنوان "أعلام زوايا الناظور" بأن الشيخ اعمارة مؤسس هذه الزاوية الذي ولد سنة 1832، تلقى علومه الدينية بزاوية صدّوق بولاية بجاية التي نال بها الإجازة حيث كان أحد تلاميذ الشيخ "محمد أمزيان بن علي المشهور بالشيخ الحداد" أحد رموز ثورة المقراني ضد الاستعمار الفرنسي سنة 1871، مضيفا بأن زاوية الناظور كانت خلال الفترة الاستعمارية معهدا علميا ودينيا يتكون من 4 بنايات تتوزع على المسجد والمدرسة القرآنية التي كانت تختص بتحفيظ القرآن وعلوم الدين للشباب بنظامي الداخلي والخارجي وكذا دار الاستغاثة التي تشرف على الجانب الخيري وتقديم العون للفقراء والمحتاجين ودار الصلح التي كانت تفصل في النزاعات وتصلح بين المتخاصمين.