ألقت وزارة الخارجية في السودان اللوم على قوات الدعم السريع، في تعثر مباحثات جدة التي تهدف إلى إنهاء الحرب الدائرة في البلاد منذ أشهر. وقالت الوزارة في بيان نشرته وكالة السودان للأنباء (سونا)، السبت، إن سبب تعثر المفاوضات التي ترعاها السعودية والولايات المتحدة "تعنت قوات التمر"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع. وجاء في بيان وزارة الخارجية السودانية: تجدد وزارة الخارجية تقديرها للجهود التي تبذلها السعودية والولايات المتحدة في رعاية وتسهيل جولات مباحثات جدة وحرصهما على إنجاحها. تثمن ما نتج عن هذه المباحثات من توقيع إعلان جدة لحماية المدنيين، واتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية الميليشيا المتمردة كعادتها لم تحترم الالتزامات التي وقعت عليها في جدة. واصلت انتهاكاتها الممنهجة المتمثلة في احتلال منازل المواطنين والمرافق العامة وتعطيل الخدمات الأساسية والاستمرار في عمليات السلب والنهب والاعتداء على المصارف والمصانع والأسواق ودور العبادة والمقار الدبلوماسية وتخريب الطرق والمطارات ونشر الذعر والفوضى في البلاد. تعنت قوات التمرد وعدم انصياعها لتنفيذ التزاماتها الموقعة عليها هو السبب وراء تعثر مباحثات جدة، مما حدا بوفد القوات المسلحة السودانية بالعودة إلى أرض الوطن. تؤكد وزارة الخارجية جاهزية الوفد للعودة إلى منبر جدة متى ما تمكن الوسيطان السعودي والأميركي من تذليل العقبات والمعوقات التي حالت دون مواصلة المباحثات، وذلك رغبة في التوصل لاتفاق عادل يوقف العدائيات ويمهد الطريق لمناقشة قضايا ما بعد الحرب. وكان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، طالب بتنحي خصومه في قيادة الجيش، من أجل "إتاحة الفرصة لإنهاء القتال المستمر منذ 3 أشهر". وتوجه دقلو في فيديو من 5 دقائق نشر الجمعة، ويعتقد أنه الأول له منذ اندلاع المعارك مع الجيش في 15 أبريل، إلى الجنود السودانيين بالقول إنه يمكن تحقيق السلام "خلال 72 ساعة" في حال سلموا قائدهم عبد الفتاح البرهان ومساعديه. وشدد دقلو الذي ظهر في المقطع المصور بزيه العسكري وسط مقاتلين من الدعم السريع يرددون الهتافات، على أنه "من دعاة السلام وليس الحرب"، مقدما اعتذاره للشعب السوداني عن "المأساة التي خلفتها هذه الحرب التي فرضت علينا". لكن القتال لم يهدأ الجمعة، إذ أفاد سكان عن وقوع غارات جوية جديدة، كما ذكر شهود عيان أن انفجارات وقعت داخل مجمع اليرموك للصناعات العسكرية. وأسفرت الحرب المتواصلة من دون أي أفق للحل، عن مقتل 3900 شخص على الأقل حتى الآن، بحسب منظمة "أكليد" غير الحكومية، علما أن مصادر طبية تؤكد أن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير.