وضعت قرعة مدينة كيب تاون في جنوب إفريقيا المنتخب الجزائري في المجموعة الثالثة أمام منتخب انكلترا والولاياتالمتحدةالأمريكية وسلوفينيا. ومن المنتظر أن يبدأ "محاربو الصحراء" مشوار المونديال أمام سلوفينيا في الثالث عشر من جوان على ملعب بولوكوان. وقد لا يكون "الخضر" أقوى المرشحين لصدارة المجموعة الثالثة، لكنهم في الوقت ذاته، أثبتوا في مرحلة التصفيات المؤهلة لبطولة العالم أنهم جديرون بالمشاركة في مثل هذه التظاهرة الكروية العالمية. فقد أطاح المنتخب الجزائري ببطل إفريقيا وأحد أقوى منتخباتها، أي المنتخب المصري حامل اللقب الإفريقي سبع مرات. المقصود هنا المباراة الحاسمة التي أقيمت في مدينة أم درمان السودانية والتي انتهت بفوز "محاربي الصحراء" بهدف دون رد حمل توقيع لاعب فريق بوخوم الألماني عنتر يحيى. وهناك مؤشرات عديدة تدل على أن "الخضر" قادرون على تحقيق المفاجأة ومنح الجزائر أول تأهل لها إلى الدور ثمن النهائي في تاريخ مشاركتها في البطولة. ولعل المستوى الذي ظهر به المنتخب الوطني أمام كوت ديفوار، في ربع نهائي بطولة الأمم الإفريقية، خير دليل على ذلك. كفة المحترفين قد تفرض منطقها مع الكبار وباستثناء المدافع عبد القادر لعيفاوي وحارس المرمى فوزي الشاوشي و الوناس قاواوي، وكلهم من فريق وفاق سطيف و جمعية الشلف، يلعب باقي نجوم المنتخب الوطني في الأندية الأوروبية. ما يعني أنهم يتوفرون على الخبرة الدولية اللازمة لخوض بطولات من هذا الحجم. ولا عجب من أن ترى الصحف البريطانية في هذا المنتخب بقيادة المحنك رابح سعدان خطرا أكبر على منتخبها قياسا بالمنتخبات الأخرى في المجموعة. ويراهن سعدان، في خط الوسط على لاعب فولفسبورغ كريم الزياني صانع ألعاب المنتخب. غير أن الأخير لم يلعب مع فريقه الألماني هذا الموسم سوى اثنتي عشرة مباراة، أحرز فيها ثلاثة أهداف فقط. أربعة وأربعون عاما مضت دون أن تنجح انكلترا في انتزاع بطولة العالم، مكتفية بلقب واحد فقط في تاريخها. كما أنها لم تفز، إلى غاية اللحظة، بأي لقب من بطولة الأمم الأوروبية. وهو رصيد هزيل لأمة تفخر بأنها "من اخترع كرة القدم". كابيلو "الثعلب" يريد إحداث المفاجأة و الفوز بكأس العالم غير أن حظوظ المنتخب الانكليزي ليست بالهينة هذه المرة، فهناك من يرشحه إلى بلوغ الأدوار النهائية إلى جانب إسبانيا والبرازيل. والسبب يعود بالأساس، إلى المدرب الإيطالي فابيو كابيلو، الذي تولى مهام تدريب المنتخب الانكليزي منذ عام 2007. وبدت بصماته واضحة على مستوى أداء اللاعبين. وبكل تواضع، صرح كابيلو أن الخطوة الأساسية التي كان يطمح إليها "التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010". وقد يقول البعض إن ذلك منطقي بالنسبة للمنتخب الانكليزي، لكن يجب أيضا الأخذ بعين الاعتبار أن انكلترا غابت عن بطولة الأمم الأوروبية قبل عامين، رغم أن المنتخب كان مدججا بنجومه الكبار كالمهاجم وين روني، من فريق مانشستر يونايتد، وفرانك لامربت وزميله في فريقه تشيلسي جون تيري. وأكد كابيلو في المرحلة التحضيرية لنهائيات كأس العالم، أن فريقه في أحسن مستوياته، وأنه "سيتقدم من مباراة إلى مباراة". ويعد المنتخب الانكليزي المرشح الأبرز لانتزاع صدارة المجموعة الثالثة، ومن ثمّ التأهل إلى الدور ثمن النهائي من البطولة. لكن السؤال الذي يبقى عالقا، هل سيكون بمقدور المنتخب الانكليزي، وعلى عكس المرات السابقة، تجاوز حاجز ربع النهائي؟ أمريكا تراوغ و قد تعيد مفاجأة كأس القارات أول مواجهة سيخوضها منتخب الولاياتالمتحدة ضمن منافسات المجموعة الثالثة، ستكون بينه وبين منتخب انكلترا، ما يعني وبلغة الأرقام أمام أقوى منتخب داخل المجموعة. لكن وبلغة الأرقام ذاتها، يمكن القول إن المنتخب الأمريكي لم يعد الوجه الجديد للبطولة، وإنما بات من "أهل البيت"، كما يقال؛ وذلك بعدما انتزع بطاقة التأهل للمرة السادسة على التوالي. كما أنه حظي باعتراف الأمم الكروية التقليدية، عندما حقق المفاجأة في بطولة كأس القارات العام الماضي، وبلغ نصف النهائي إلى جانب المنتخبين الإسباني والبرازيلي. وبعد قرعة كيب تاون، التي حددت المجموعات الثمانية المشاركة في الدور الأول من البطولة، علق المدرب الأمريكي بوب برادلي قائلا "إن القرعة كانت منصفة، وحظوظنا كبيرة لبلوغ دور الثمانية". ويضم المنتخب الأمريكي، ثلاثة لاعبين من الدوري الألماني (بوندسليغا)، وهم إبن المدرب مايكل برادلي، زميل اللاعب الجزائري الدولي كريم مطمور في فريق مونشنغلادبخ، وستيفان شيروندولو من فريق هانوفر، وريكاردو كلارك من فريق آنتراخت فراكفورت. لكن قوة المنتخب الضاربة، تتمثل في المهاجم لاندون دونوفان، وحارس المرمى تيم هوفارد، وكلاهما من فريق إيفرتون الانكليزي. سلوفينيا...المنتخب المجهول الباحث عن النجومية في المونديال ويعتبر المنتخب السلوفيني أكثر المنتخبات المجهولة داخل المجموعة. فهذا الفريق الناشئ بعد تفكك جمهورية يوغسلافيا في 1991، استطاع الإطاحة بشكل مفاجئ بالمنتخب الروسي في مباراة الملحق بهدف دون رد. وقد أحرز هدف المباراة الوحيد زالكتكو ديديش من فريق بوخوم الألماني. أما زميله ميلوفيتش نوفاكوفيتش من فريق كولونيا، فقد صرح بأن ما قام به المنتخب في "ظرف وجيز، ومن أجل دولة صغيرة من هذا الحجم أمر لا يصدق". ويعد نوفاكوفيتش، إلى جانب حارس المرمى سمير هاندانوفيتش من نادي أودينيسي كلاسيو عماد المنتخب السلوفيني الذي يفتقر غالبية لاعبيه إلى الخبرة الدولية. ومن المنتظر أن تحظى هذه المجموعة، المجموعة الثالثة، باهتمام كبير من قبل الطاقم الفني الألماني بقيادة المدرب يوآخيم لوف. إذ أن أحد المنتخبين المؤهلين منها، سيواجه المنتخب الألماني في دور ثمن النهائي، سواء تصدر الألمان المجموعة الرابعة، أو احتلوا المركز الثاني فيها.