تتجلى معاني التضامن والتلاحم والمساعدة بين القرويين، في تمكنهم من إنجاز مشروع توصيل المياه الصالحة للشرب، من قمة الجبل إلى غاية وسط القرية، بإمكانياتهم المادية وسواعد رجال قرية أو(منطقة بوعيدل) التابعة لبلدية عمال بولاية بومرداس. المشروع الكبير الذي أراد من خلاله أهالي المنطقة، حل مشكلة نقص المياه بمنطقتهم، والتقليل من المعاناة اليومية للساكنة، ما هو إلا عنوان للتلاحم والتآزر والذي يعرف باسم "التويزة"، إذ يلتئم سكان القرى والمداشر لقضاء حوائج الناس، سواء بالتعاون على جني المحاصيل، أو مساعدة المرضى بجمع التبرعات لهم، أو بالتعاون من أجل مساعدة المقبلين على الزواج، أو بناء البيوت للفقراء والمعدمين، أو بناء المساجد لإقامة الصلاة، أو المساهمة في أي مشروع يخدم المصلحة العامة للمجتمع. فمنطقة بوعيدل التابعة لبلدية عمال ببومرداس، تعد واحدة من أكبر التجمعات السكنية بالبلدية، وبالنظر لتضاريسها الجبلية الوعرة، فإنها تعاني العديد من المشاكل، وأهمها نقص مياه الشرب، وكذا إهتراء الطرقات في العديد من القرى المتوزعة عبير إقليم المنطقة، وهو ما دفع سكانها إلى البحث عن سبل أخرى لتمكين الساكنة من الاستفادة من المياه الشروب، عن طريق إيصال المياه المتواجدة بالمنابع الطبيعية بالجبال المحاذية للمنطقة، وذلك بوسائلهم الخاصة، حيث تكفلت مجموعة من الرجال بالسعى إلى توصيل المياه إلى الخزان التي تم بنائه بمنطقة (إغزر) بمرافقة جميع سكان المنطقة، وهو ما مكنهم من إتمام المشروع وجعله في الخدمة، وتمكين السكان من التقليل من معاناة رافقتهم منذ سنوات طوال. واعتمد سكان المنطقة على ما يسمى (التويزة) والذي بادرت إليه "ثاجماعت" من أجل التخفيف من المعاناة وتسهيل توصيل المياه لتكون تحت تصرف الساكنة في منطقة بوعيدل. وشهد نهاية الأسبوع تدشين الخزان المائي الذي بني بسواعد رجال المنطقة، حضور رئيس بلدية عمال ونائبه بالإضافة إلى أعيان وسكان المنطقة.. وشدد شاب مساهم في هذا الإنجاز على أن "إنجاز هذا المشروع كان تحديا كبيرا، لكن بفضل التعاون والتآزر أصبح المستحيل ممكنا، والمشروع واقعا". رئيس بلدية عمال ثمن مثل هذه المبادرة، والتي تعبر عن مدى تمسك الأهالي بأرضهم، والمساهمة بقوة في ما يخص المنفعة العامة. ووعد بمساعدة المنطقة في التخفيف من بعض المشاكل وخاصة المتعلقة بالطرقات، التي لا تزال بعضها ترابية، وهو ما يعيق السكان، الذين يتزايد عددهم، بعد عودة الكثيرين إلى مسقط رأسهم، هذه الطرقات الترابية، لا تزال المشكل الوحيد الذي يعيق تنقلاتهم خاصة في فصل الشتاء. أعيان المنطقة (بوعيدل) اعتبروا توصيل المياه إلى الساكنة انجاز ونجاح جماعي للجميع وثمرة التلاحم والتكاتف مجددين استعدادهم لإنجاح أي مبادرة أخرى تكون في الصالح العام.