أكد فاتح ربيعي، الأمين العام لحركة النهضة، أن الواقع المعاش في الجزائر لا يحتاج إلى استشراف، وإنما هو واقع معاش يحتاج إلى معالجة المشاكل التي أنهكت المواطن. وذكر ربيعي، في اتصال هاتفي ل "الحياة العربية"، أن التعديل الحكومي الذي أحدثه رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، ليس في تطلعات الشعب الجزائري، وإنما هو تغيير شكلي لا أكثر ولا أقل، لأنه مس بعض الوزارات، فيما بقيت الأخرى على حالها، ما يوحي إلى استمرار دار لقمان على حالها، واستمرار الوضع الاجتماعي على ماهو عليه. وصرح ربيعي، أن الطبقة السياسية كان تترقب تغييرا أوسع من التغيير الذي أحدثه الرئيس، لأن الأوضاع السياسية والاجتماعية –حسبه- تحتاج فعلا إلى تغيير أشمل، منوها إلى أن استحداث وزارة الاستشراف والتخطيط قرار ايجابي، لأن هدفها النظر إلى المستقبل، وهو ما لا يتحقق دون النظر إلى الواقع المعلوم، الذي يعرف الكثير من التعفن كخطوة أولى، مستدلا في حديثه بقضايا الفساد، التي تعرفها كبرى القطاعات، ولا تجد لها الدولة الحلول الفعلية. وعن الجانب السياسي الذي يعرف تراجعا في الجزائر، فقد ذكر ربيعي أن التغيير الحكومي الأخير لا يخدم الطبقة السياسية، كما أنه لن يساهم في القضاء على التعفن السياسي الذي تعرفه البلاد منذ أمد بعيد، مثلها مثل الجانب الاجتماعي الذي ينام على صفيح ساخن، بسبب التضييق الذي يعرفه المواطن الجزائري، وارتفاع وتيرة الفساد المالي والإداري، وهذا ما يتطلب تغييرا أوسع يمس كل جوانب الحياة، ويأتي ببرامج جديدة تحقق فعلا التنمية المنشودة.