أبرز العيد ربيقة، وزير المجاهدين وذوي الحقوق، اليوم الثلاثاء، أنّ ما يحدث في فلسطين يذكّر بما حدث على أرض الجزائر قبل ستة عقود. ولدى حلوله ضيفاً على القناة الإذاعية الثانية، أشار ربيقة إلى أنّ أوجه الشبه كبيرة بين ثورة الجزائر الكبرى وما تشهده فلسطين حالياً، شارحاً: "الأساليب هي نفسها مع اختلاف الزمان والمكان، فقد قال الاحتلال الفرنسي عن ثوّار الجزائر أنّهم (خارجين عن القانون)، فما أشبه اليوم بالبارحة". وقال الوزير: "أساليب القمع والتقتيل التي يمارسها الاحتلال الصهيوني في فلسطين هي نفسها التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في الجزائر، من نفي وتهجير وتقتيل وتشريد واستعمال كل أساليب الإبادة الجماعية والجرائم المقترفة ضدّ الإنسانية يلاحظها العالم وسط تعتيم الإعلام الدولي". وعاد ربيقة ليحيل على توجيهات السيد رئيس الجمهورية بإلغاء كل مظاهر الاحتفال عن إحياء الذكرى ال 69 لاندلاع ثورة أول نوفمبر لمسايرة ما يحدث حالياً في فلسطين. كما سجّل الوزير أنّ "التظاهرات التي ستنطلق اعتباراً من منتصف ليل الأربعاء إلى الخميس، ستكون بمظاهر رمزية عبر كل ولايات الوطن، وستعرف وقفات مع بعض وقفات التكريم لمن قدّموا الدمّ والنفيس للثورة التحريرية، دون مظاهر احتفالية". وشدّد الوزير على "ضرورة نقل قيم نوفمبر الخالدة إلى الأجيال الجديدة لتحصين الوعي الجمعي"، مؤكداً المضي في مسألة طباعة الكتاب التاريخي، وحرص على إبراز أنّ "كتابة التاريخ الوطني تبقى قضية جوهرية". وأضاف قائلا: "حان الوقت اعتماد مقاربة علمية أكاديمية في كتابة التاريخ الوطني وفق ثلاث عناصر: صون الذاكرة الوطنية، نشر الثقافة التاريخية ونشر الوعي التاريخي"، مستطرداً: "نعتمد حالياً التسيير الإلكتروني للوثائق التاريخية، باستخدام التكنولوجيات الحديثة، ما ساعدنا على إنجاز منصات رقمية وأعمال ذات قيمة على منوال الهولوغرامات لعدّة شخصيات تاريخية". وكشف ربيقة، عن رصد 710 آلاف زائر لمختلف المعارض التاريخية في ستينية الاستقلال، بجانب إنجاز 48 عملاً سينمائياً تاريخيا، بينها 18 عملاً جديداً في الستينية، في صورة فيلمي "العربي بن مهيدي" و"يوسف زيغود"، إضافة إلى فيلمي "سي الحواس" و"امحمد بوقرة" في إطار سبعينية الثورة. وأفاد الوزير أنّه "تمّ تسجيل 41 ألف من الشهادات التاريخية ما يعادل 31 ألف ساعة وسنواصل المسعى"، مشيراً إلى "تزايد ثقل أمانة رعاية المجاهدين صحياً ونفسياً واجتماعياً، ونقوم ببرنامج خاص في هذا الصدد". وبجانب إشارته إلى إحياء نكبة 1948 لأول مرة خارج فلسطين، وعلى أرض الجزائر، انتهى ربيقة إلى أنّ إحياء ذكرى أول نوفمبر يترسّخ كوقفة عرفان ووفاء بالوعد لذاكرة صنّاع التاريخ، ونذكّر بإنجازاتهم وإنجازات الجزائر. الوسوم