استعرض مساء السبت ضيف منتدى الكتاب الروائي القدير واسيني الأعرج منجزه الأدبي الذي يمتد لأكثر من أربعين سنة من الإبداع، وهو الذي لم يستقر على شكل واحد وثابت في كتاباته الأدبية بل يبحث دائمًا عن سبلٍ تعبيرية جديدة. وتقديرا لمساره الثقافي والأدبي والأكاديمي الحافل بالإنجازات والعطاء، اغتنمت الوزيرة مولوجي فرصة إشرافها على فعاليات المنتدى لتكريم الروائي الدكتور واسيني الأعرج، معتبرة الاحتفاء به احتفاء بقامة أدبية وأحد أعمدة الرواية الجزائرية والعربية والعالمية، نظير ما قدمه من أعمال افتكت عديد الجوائز العالمية، قائلة: "إنه تكريم لأحد أعمدة الرواية الجزائرية، وذلك تقديرا وعرفانا بإسهامه الشامخ في تشريف الجزائر عربيا وعالميا من خلال إنتاجه الأدبي والجوائز التي نالها عن جدارة واستحقاق في العديد من المحافل الدولية على غرار جائزة كتارا للرواية العربية، عن روايته "مملكة الفراشة" عام 2005، وجائزة الشيخ زايد للآداب، عن روايته "كتاب الأمير" عام 2007، وجائزة الكتاب الذهبي عن روايته "أشباح القدس" في عام 2008، وجائزة الرواية الجزائرية عام 2001، وجائزة السلطان قابوس العمانية للثقافة والفنون والآداب في دورتها العاشرة، في فرع الآداب مجال الرواية، عام 2023. تحت عنوان " الرواية والحياة "، عرفت الندوة الأدبية التي نشطها الروائي واسيني الأعرج مداخلات ونقاشات مع الحضور وقراء ضيف منتدى الكتاب، الذي أصبح حسب الوزيرة تظاهرة قارة ووطنية ومعمًمة في كل ولايات الوطن، تشمل العديد من النشاطات على غرار الندوات الفكرية والأدبية والأماسي الشعرية وغيرها، داعية الى ضرورة مرافقة فعالياته وأن المرافقة الإعلامية لهذا التقليد الثقافي ستمكن من نشر ثقافة القراءة والمطالعة والحوار لدى فئات المجتمع وخاصة الناشئة والشباب. وأكد الروائي واسيني الأعرج، أن منجزه الروائي على مدار سنوات طويلة تميز بإنتقاله التدريجي في الكتابة الإبداعية من تناول قضايا وتيمات وطنية تتعلق بالثورة التحريرية والمجتمع الجزائري ثم عربية ووصولا إلى الإنشغال بالقضايا الإنسانية بأبعادها العالمية، معتبرا رحلته الإبداعية الممتدة على مدار 40 عاما تميزت بتناولها لقضايا الثورة التي كان مسكونا بها، مبرزا أن "والده الشهيد كان دائم الحضور في نصوصه الأولى". وأضاف الروائي أنه بعد ولوجه عالم الجامعة في وهران، تحولت اهتماماته لتناول القضايا الاجتماعية التي رافقت مرحلة ما بعد الاستقلال في الجزائر، حيث انعكست في نصوصه تيمات اجتماعية، كما انتقل فضاء شخوصه من الفضاء الريفي الذي ترعرع فيه إلى فضاء المدينة، وقال أنه "توسع بعدها في فترات متتالية نحو قضايا عربية ترجمها عبر عديد النصوص الروائية، ليصل في الأخير إلى البعد الإنساني العالمي في كتابة نصوصه التي تعج بالقضايا الإنسانية الكبرى التي تتسم بالصراع والحروب"..متطرقا في حديثه لعلاقته القوية باللغة العربية التي شحنتها الجدة وغذتها قراءاته لأمهات الكتب التراثية، ككتاب "ألف ليلة وليلة"، وأيضا "المكانة العميقة" للأدب الشعبي لديه، مشيرا إلى أنه سعيد بمآلات نصوصه وبما أنجزه على مدار سنوات طويلة من الكتابة والخوض في قضايا محلية وإنسانية .. استعرض واسيني الأعرج أيضا أهم مراحل تجسيد مشروعه الروائي الأخير والموسوم ب "حيزية" وما أثاره من نقاش قبل صدوره، معتبرا ذلك "حالة صحية تؤكد اهتمام القراء بالتراث والذاكرة التراثية"، لافتا إلى أن شخصية "حيزية" ملحمة إنسانية لا تقل قيمة عن النصوص العالمية"، كما دعا ضيف المنتدى إلى تقديم عمل فني أوبرالي حول هذه الشخصية لما تمثله من قيمة تاريخية في المخيال والذاكرة الشعبية، مضيفا بخصوص الترجمة في المجال الأدبي، أنه يرفض استخدام مصطلح الخيانة بل يفضل بدله مصطلح المشاركة، لأن المترجم بدوره يتحول إلى مبدع ينقل للقارئ عمق النص وقوته الداخلية لكن باحترام النص والسياقات.