تعززت على مدار سنة 2023 جهود وآليات الإصغاء لانشغالات المواطنين في إطار التأسيس لإرساء الديمقراطية التشاركية، وهذا تكريسا للمبادئ التي دأب رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على الدفاع عنها والالتزامات التي تعهد بها أمام الشعب الجزائري. ومواصلة لهذا المسعى، أقر رئيس الجمهورية عدة تدابير وآليات من أجل ربط قنوات التواصل مع المواطنين وجعلهم فاعلين أسياسيين في رسم السياسات الوطنية الرامية إلى تحسين إطارهم المعيشي، وذلك من خلال تيسير وصولهم إلى المعلومة من جهة والاستماع إلى انشغالاتهم ومقترحاتهم بصفة مباشرة من جهة أخرى. وكان هذا الأمر من أهم المحاور التي ركز عليها الرئيس تبون في أول خطاب له عقب تأديته اليمين الدستورية في ديسمبر 2019 حين دعا إلى "طي صفحة الخلافات والتشتت والتفرقة ووضع اليد في اليد من أجل تحقيق حلم شبابنا في بناء جمهورية جديدة قوية، مستقرة ومزدهرة". وخلال إشرافه مطلع العام الجاري على افتتاح أشغال لقاء الحكومة بالولاة، أمر الرئيس تبون بضرورة الإصغاء عن قرب لانشغالات المواطنين قصد "إرساء الطمأنينة لديهم وخلق فضاءات حوارية منتظمة مع الهيئات الدستورية التي تمثل مختلف أطياف الشعب، على غرار المرصد الوطني للمجتمع المدني والمجلس الأعلى للشباب". كما دعا إلى اعتماد حوار منظم في إطار التشريعات الجديدة التي تهدف إلى "إتمام هيكل البناء التشاركي للابتعاد عن التسلط والحكم الفردي". واقتناعا منه بفعالية الحوار في تجاوز مختلف العقبات، والتزاما بمبدأ فتح أبواب التشاور أمام الجميع دون إقصاء، أشرف رئيس الجمهورية على جلسات وطنية مع الفلاحين وحاملي المشاريع المبتكرة وأصحاب المؤسسات الناشئة من الشباب ورواد الأعمال الاقتصاديين والمصدرين، بالإضافة إلى عقد لقاءات مباشرة مع ممثلي المجتمع المدني على المستوى المحلي وممثلي أفراد الجالية الوطنية بالخارج. وحتى في خرجاته الميدانية عبر ولايات الوطن، يحرص رئيس الجمهورية دوما على الالتقاء مباشرة مع المواطنين، حيث أشرف في هذا الصدد على لقاء مطول مع أعيان وممثلي المجتمع المدني بكل من تندوف والجلفة وذلك في إطار زيارة عمل وتفقد قادته مؤخرا إلى هاتين الولايتين. واستمع رئيس الجمهورية باهتمام كبير وبرحابة صدر إلى انشغالات ومقترحات المواطنين وأجاب بشفافية وعفوية عن تساؤلاتهم، فيما أكد مواطنو وأعيان الولايتين دعمهم لمسعى الرئيس تبون في بناء جزائر جديدة وإعلاء كلمتها وإسماع صوتها في المحافل الدولية لنصرة القضايا العادلة، كما ثمنوا وفاءه بالتزاماته أمام الشعب الجزائري. وخلال الزيارات الرسمية التي قام بها خلال العام 2023 بالخارج، على غرار الزيارات التي قادته إلى كل من البرتغال والصين وروسيا، حرص رئيس الجمهورية على الالتزام بالسنة الحميدة التي دأب عليها خلال السنوات الأخيرة من خلال عقد لقاءات مع ممثلي الجالية الوطنية بهذه الدول. وقد تميزت هذه اللقاءات بلغة صريحة، حيث استمع رئيس الجمهورية إلى انشغالات المواطنين بالمهجر ورد على أسئلتهم بخصوص المسائل المتعلقة بالكفاءات الجزائرية المتواجدة خارج الوطن والأدوار المنوطة بها للمساهمة في تنمية البلاد، كما تطرق إلى أهم القضايا الخاصة بالوطن واستعرض أمامهم أبرز محاور بناء الجزائر الجديدة وسبل تثمين جهودهم وكفاءاتهم في سبيل تجسيدها على أرض الواقع، نظرا للأهمية الخاصة التي توليها الدولة الجزائرية لكل أبنائها بالخارج. ومن خلال التعليمات الصارمة التي أسداها للحكومة، كان رئيس الجمهورية في كل مرة يؤكد على أهمية التكفل بالانشغالات اليومية للمواطنين بهدف بناء مجتمع منسجم ووضع قواعد صلبة لعلاقة جديدة بين الإدارة والمواطن في إطار الديمقراطية التشاركية ودولة الحق والقانون. ومن بين الآليات التي تم تجسيدها مؤخرا لتحقيق هذا الهدف، إطلاق بوابة إلكترونية لسجلات الشكاوى وتبادل المراسلات مع القطاعات الوزارية بغية ضمان الفعالية في التكفل بانشغالات المواطنين وتعزيز ثقتهم في الإدارة وكذا تقييم أداء الإدارات والمرافق العمومية. وتضاف هذه البوابة إلى العديد من التطبيقات والمنصات الإلكترونية التي وضعت لتسهيل تبليغ المواطنين لانشغالاتهم وحصولهم على خدمات عن بعد، إلى جانب إعادة تفعيل سجل الشكاوى على مستوى الإدارات والمؤسسات العمومية وذلك تنفيذا لقرارات وتعليمات رئيس الجمهورية.