يتابع الفنان وأستاذ الفنون الإيطالي جيانلوكا كوستانتيني التظاهرات التي تشهدها الجامعات الأميركية حالياً ضد حرب الإبادة الصهيونية، عبر رسوماته التي ينشرها على حساباته في وسائط التواصل الاجتماعي، معبّراً عن انحيازه لعدالة القضية الفلسطينية. موقف يشترك فيه مع عدد من الفنانين في الغرب، حيث رسم أول أمس على منصّته في "انستغرام" يدين تتصافحان وهما ترفعان يافطة كُتب عليها بالإنكليزية: "فلسطين حرّة.. من البحر إلى النهر"، معيداً كتابتها باللغة العربية ضمن منشوره. صمّم كوستانتيني، الحائز "جائزة الفن وحقوق الإنسان" من "منظمة العفو الدولية" عام 2019، العديد من الملصقات التي تحمل مضامين مؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني خلال العقدين الماضيين، منها ملصق نفّذه عام 2002 بعنوان "كفاية" تضامناً مع مروان البرغوثي إثر اعتقاله خلال انتفاضة الأقصى، حيث لا يزال أسيراً في سجون الاحتلال حتى اليوم. كما نشر ملصقات أخرى تدين المجازر الإسرائيلية وسياسات الفصل العنصري، وهو يواصل نشر أعماله التي خصّص معظمها لانتقاد حملة القمع التي تقوم بها قوات الشرطة ضدّ المحتجين في عدد من جامعات الولاياتالمتحدة، حيث نشر ملصقاً يصوّر عنصريْ شرطة يقبضان على متظاهرٍ رسم له جناحي ملاك وهو يقول لحظة اعتقاله: "أنا طالب". فكرة الملصق تكرّرت في أكثر من عملٍ منشور، منها رسْم ليدين مكبلتين كتَب فوقهما "إن قوة حبنا تخيفهم"، مع تعليقات يضعها إلى جوار كل ملصق للتذكير بالانتهاكات التي تمارس بحق الطلبة أو مقتطفات من نشرات الأخبار، حيث يكتب "أُلقي القبض على أكثر من 700 شخص في الجامعات الأميركية، مع بدء الاحتجاج في 'جامعة كولومبيا' بنيويورك والذي انتشر بسرعة إلى بقية البلاد". يعنون كوستانتيني صفحته على فيسبوك بعبارة "علينا أن نحدث ثورة في تفكيرنا البصري"، وهي تكثّف رؤيته وأفكاره التي التزم بها. وفي هذا السياق، تداول العديد من الناشطين رسماً نفّذه مع بدء احتجاجات الطلبة تظهر فيه سيدة الحرية (التي يجسّدها تمثال الحرية في نيويورك) متشحة بالسواد وهي تجلس رافعة العلم الفلسطيني بيد، وشعلة الحرية الحمراء باليد الأخرى، وحولها شخصيات على هيئة "حنظلة" يمثلّون طلبة "جامعة كولومبيا". في مقال نشَره على موقع "الديمقراطية الآن للعالم العربي" (DAWN)، يكتب كوستانتيني: "مع تآكل كرامة وإنسانية الشعب الفلسطيني، وإنكار حقوقه، تمرّد الطلاب في العديد من المدن حول العالم مطالبين بالعدالة للفلسطينيين ووضع حد للحرب الانتقامية الوحشية التي تشنها إسرائيل في غزة. الطلاب في 'أكاديمية الفنون الجميلة' في مدينة بولونيا الإيطالية، حيث أقوم بالتدريس، طلبوا إنهاء التبادل الأكاديمي مع 'كلية شنكار' في تل أبيب، وهي المؤسسة التي تدعم الحرب في قطاع غزة، إلا أن المجلس الأكاديمي للأكاديمية رفض إنهاء الشراكة. لقد دعمت طلب الطلاب، ليس فقط من خلال رسم احتجاجاتهم ولكن من خلال التظاهر إلى جانبهم".