اعتبر المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، أن تشكل المظاهرات الداعمة لفلسطين والمندّدة باستمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزّة، التي تشهدها في الفترة الأخيرة عدد من الجامعات الأمريكية، يمكن أن تكون قاعدة مهمة يتم البناء عليها للتغيير المستقبلي في مواقف الولاياتالمتحدة. قال الخبير الفلسطيني، في تصريح أمس، ل "المساء" إن المظاهرات التي خرجت في الجامعات الأمريكية ضد حرب الإبادة التي تخوضها اسرائيل في قطاع غزّة، بقتل الأطفال والنساء وامتدادها في عدد كبير من الجامعات ربما فاجأ الإدارة الأمريكية وأيضا فاجأ اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة. وأوضح أن الإدارة الأمريكية حتى الآن تتعامل مع هذه المظاهرات من خلال المقاربة الأمنية، إضافة إلى محاولة تشويهها باستخدامها البيانات الصادرة عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وفصائل مقاومة أخرى على أن هذه المظاهرات تعمل لصالح هذه الفصائل. وقال مطاوع، إن الإدارة الأمريكية حاولت من خلال وسائل الإعلام الإيحاء بذلك لنزع الشرعية عن هذه المظاهرات، مضيفا أنها مازالت مستمرة خاصة وأن بعض الجامعات تحركت فعليا من شدة القمع، سيكون لها تأثير بالتأكيد خلال الانتخابات الأمريكية القادمة بشكل أو بآخر. ورغم أنه أكد أن هذه المظاهرات وأخرى سبق وخرجت في الولاياتالمتحدة للتنديد بالعدوان الصهيوني على غزّة، تضغط على الإدارة الأمريكية إلا أنه اعتبرها ضغطا ليس بالشكل الذي يجعل هذه الإدارة توقف تعاملها مع اسرائيل أو تضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو لوقف الحرب، لكن ذلك لم يمنعه من التعبير عن قناعته بأن تشكل قاعدة مهمة يمكن البناء عليها للتغيير المستقبلي في مواقف الولاياتالمتحدة. وتشهد أشهر الجامعات الأمريكية مثل كولومبيا وييل وهارفارد ونيويورك وغيرها من الجامعات ما يمكن أن يوصف بأنه انتفاضة طلابية عارمة، احتجاجا على ما تقترفه إسرائيل من جرائم بشعة في حربها على قطاع غزّة، واستنكارا للمواقف الأمريكية الداعمة للرواية الصهيونية على حساب اغتصاب الحق الفلسطيني. ولم يكن هذا الحراك وليد أيام بل كان ذروة الحشد الذي دأب الطلاب الأمريكيون خاصة في الجامعات العريقة على الإسهام فيه بالمظاهرات والوقفات والاحتجاجات اعتراضا على الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهل غزّة على يد قوات الجيش الإسرائيلي. ويتصاعد الاحتقان في الجامعات الأمريكية التي تشهد مظاهرات متزايدة ضد العدوان على قطاع غزّة، حيث نظمت في عدد من الجامعات المرموقة عالميا مثل هارفرد وكولومبيا وبرنستون، فيما تهدد السلطات الأمريكية بإرسال قوات أمنية لتفريقها في كل مرة من دون أن يمنع ذلك الطلاب من مواصلة حراكهم، حيث نظمت جامعة "جورج تاون" وجامعة "جورج واشنطن" بالعاصمة واشنطن، احتجاجات منددة بالعدوان على قطاع غزّة. من جانبه صوت مجلس جامعة "كولومبيا" الأمريكية، التي انطلقت منها شرارة هذه المظاهرات، بالموافقة على قرار يدعو إلى إجراء تحقيق مع إدارة الجامعة، متهما إياها بانتهاك البروتوكولات المعمول بها وتقويض الحرية الأكاديمية عقب اعتقال أكثر من 100 طالب متظاهر خلال الأيام الماضية، بسبب احتجاجهم على استمرار العدوان على قطاع غزّة. ويدعو القرار أيضا إلى إنشاء فريق عمل في مجلس الجامعة للتحقيق في عملية صنع القرار بالجامعة، كما أصدرت قاضية محكمة مقاطعة ديكالب الأمريكية، أمرا بإطلاق سراح جميع الطلبة والمدرسين المعتقلين من جامعة "إيموري" بولاية جورجياالأمريكية. وانتقل هذا الحراك إلى العديد من الجامعات الأوروبية التي تشهد في الفترة الأخيرة، حركة احتجاجية تنديدا باستمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزّة، والمطالبة بوقف إطلاق النار. ففي العاصمة الفرنسية باريس، اعتصم عدد من الطلبة داخل مبنى جامعة "العلوم السياسية" تنديدا بانتهاكات الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، مرددين هتافات داعمة للشعب الفلسطيني ورفعوا العلم الفلسطيني على النوافذ وفوق مدخل المبنى، فيما وضع عدد منهم الكوفية الفلسطينية ذات اللونين الأسود والأبيض التي أصبحت رمزا للتضامن مع غزّة. وخرج العشرات من طلاب جامعة لندن في مظاهرات تضامنية مع غزّة ودعما لزملائهم من طلاب الجامعات الأمريكية، في وقت تخرج المظاهرات التضامنية مع فلسطين بشكل منتظم كل يوم سبت في لندن وفي مدن أخرى يحضرها عشرات الآلاف من الأشخاص. كما شهد محيط جامعة سيدني بأستراليا، مسيرة طلابية حاشدة تضامنا مع الشعب الفلسطيني وتنديدا بالعدوان الصهيوني على قطاع غزّة رفع خلال المحتجون العلم الفلسطيني ورددوا الهتافات المؤيدة لفلسطين.