تنظم جامعة الجزائر 2 أبو القاسم سعد الله بكلية اللغة العربية وآدابها واللغات الشرقية والفنون يومي 30/31 أكتوبر 2024 ملتقى وطني حول:" دور النصوص الأدبية التعليمية في الحفاظ على الذاكرة وترسيخ الهوية الوطنية"، بالتنسيق مع مخبر اللسانيات التطبيقية وتعليم اللغات. الملتقى يهدف إلى إبراز دور المواد اللغوية خصوصا الوطنية منها، في ترسيخ الذاكرة وبناء الهوية الوطنية، وتقييم مدى مطابقة محتويات النصوص التعليمية الخاصة باللغات الوطنية والأجنبية للأفكار والقيم والمعايير التي تتبعها السياسة التربوية ونقلها وترسيخها في نفوس الناشئة في مجال الذاكرة والهوية، بالإضافة إلى تأطير سبل بناء خطاب تربوي ناجع في الحفاظ على الذاكرة والهوية الوطنيتين من خلال تحديد مواصفاته ومؤشراته، فحسب الملتقى، فإن العالم اليوم يعيش صراعا ثقافيا وفكريا طرفاه الأنا والآخر؛ هو صراع الهويات والعولمة الغربية، ولعل العولمة مع كل ما تحمله من ذوبان في الآخر تشكل تحد أمام كل ما هو هوية وطنية وانتماء محلي أو إقليمي، فهي تطمس المعالم والتاريخ والتراث واللغة، وهي تمثل غزوا يقتحم الأنا دون عدة يدفع بها، خاصة مع سقوط الحدود المادية بفعل المواقع الرقمية والافتراضية، فكيف للأنا أن يحافظ على ذاته؟ وكيف له أن يغرس معالمه جيلا بعد جيل؟ هو سؤال قديم أدرك الرعيل الأول أهميته إبان الحقبة الاستعمارية الإستدمارية التي استهدفت مقومات الشعب الجزائري بتحييد اللغة العربية ومنابعها، وغلق المساجد والكتاتيب والمدارس… والتمكين في المقابل لثقافة المستبد المستعبد. قد كان المستدمر على وعي تام بدور اللغة وتأثيرها، باعتبارها رافدا ووسيطا مؤتمنا على الحمولة الثقافية والدينية والوطنية، أين سخر جهوده لمحاربتها بطمس معالم الهوية الوطنية، فاستعد الوطنيون للتصدي من خلال فتح المدارس وإيفاد البعثات العلمية إلى الحواضر الكبرى؛ كجامع الزيتونة والأزهر الشريف سعيا لتنشئة جيل مشحون بالقيم الوطنية، محافظ على جزائريته وعروبته وإسلامه، فكان للنصوص الأدبية المتداولة آنذاك – شعرا ونثرا – الدور البارز في ذلك. واحتفالا بالذكرى السبعين (70) لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، أراد القائمون على هذه الفعالية سلك نهج الأسلاف والعمل على تكريس نماذجهم الفريدة في البطولة والتضحية في صون الهوية من خلال الحفاظ على الذاكرة وتمجيدها وترسيخ القيم الوطنية في نفوس الناشئة، كون الذاكرة هي التي تصنع الهوية باعتبارها صورة معينة ينقيها المواطنون على أمتهم بإقليمها وثقافتها ومؤسساتها، تقترن بمشاعر إيجابية قوية وتشكلها مجموعة من رموز الأمة التي تطورت عبر التاريخ وانتقلت إلى الأجيال المتعاقبة من خلال عملية التنشئة الاجتماعية المعقدة؛ كون هذه المجموعة من الرموز تنبثق من المعارف مقترنة بالقيم والمعايير، والتي يتم استيعابها بواسطة اللغة الوطنية باعتبارها إحدى أقوى عناصر الهوية. يتم تنظيم الملتقى بمجموعة من المحاور على غرار" العلاقة بين الذاكرة الوطنية والهوية الوطنية"، "السياسة التربوية وتكريس الذاكرة وبناء الهوية الوطنية إستراتيجيات، بناء الهوية الوطنية وتجسيد الذاكرة من خلال النصوص التعليمية "، " أثر النص التعليمي الأدبي في إعداد المتعلم المحافظ على ذاكرته والمعتز بهويته بناء على المعالم التي رسمتها السياسة التربوية وجسدتها الكتب المدرسية."