لتعزيز النزاهة في كرة القدم الجزائرية.. مراقبة المنشطات في مباريات الرابطة المحترفة

اتخذ الاتحاد الجزائري لكرة القدم "الفاف" بقيادة وليد صادي، قرارًا هامًّا يتمثل في إعادة إجراءات مراقبة المنشطات فيما تبقى من مباريات الرابطة المحترفة لهذا الموسم 2024-25، وذلك بعد غياب دام لسنوات، في خطوة حاسمة تهدف إلى تعزيز النزاهة في كرة القدم الجزائرية.
وجاءت عودة هذه الإجراءات خلال مباراة كأس السوبر 2025، التي جمعت بين شباب بلوزداد ومولودية الجزائر، وانتهت بفوز الأخير بركلات الترجيح. وشهد اللقاء سحب عينات من أربعة لاعبين، اثنين من كل فريق، خلال فترة الاستراحة، وفقًا للمعايير الدولية المعتمدة.
ولا تقتصر هذه الإجراءات على المباريات الكبرى فقط، بل سيتم تعميمها تدريجيًّا على جميع مباريات البطولة المحترفة لموسم 2024-25، في خطوة تهدف إلى مكافحة تعاطي المنشطات وضمان عدالة المنافسة.
وتأتي هذه القرارات بعد فترة من الغياب، حيث لم يتم فرض اختبارات المنشطات في المسابقات المحلية لفترة طويلة، ما أدى إلى تزايد المخاوف بشأن انتشار الظاهرة. والآن، مع تفعيل الرقابة مجددًا، تسعى السلطات الرياضية إلى فرض بيئة أكثر شفافية ونزاهة داخل الملاعب الجزائرية.
لم يكن تعاطي المنشطات غريبًا عن الكرة الجزائرية، حيث شهد الدوري المحلي عدة حالات شهيرة للاعبين سقطوا في فخ المواد المحظورة، خلال المواسم السابقة.
يُعد يوسف بلايلي مهاجم الترجي التونسي ونجم المنتخب الجزائري، من أبرز الأسماء التي تورطت في قضية منشطات، حيث تعرض لعقوبة إيقاف لمدة عامين في 2015 أثناء فترة لعبه مع اتحاد الجزائر، بعد أن جاءت عينته إيجابية في اختبار خضع له خلال مباراة في دوري أبطال إفريقيا، وفي الدوري المحلي ضد شباب قسنطينة.
ولم يكن بلايلي الوحيد، إذ سبق لعدة لاعبين آخرين مواجهة المصير ذاته، مثل هشام شريف الوزاني لاعب مولودية الجزائر، الذي تعرض لإيقاف لمدة أربع سنوات بعد ثبوت تناوله مواد محظورة. كما تورط خير الدين مرزوقي، المهاجم الحالي ل"العميد"، في قضية مماثلة، ما أثر في مسيرته الكروية حينها، فضلًا عن لاعبين آخرين.
مع عودة إجراءات مراقبة المنشطات، يأمل الاتحاد الجزائري "الفاف" في الحد من استخدام المواد المحظورة، وحماية اللاعبين من المخاطر الصحية المرتبطة بها، كما تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز سمعة الدوري الجزائري وضمان منافسة عادلة بين الفرق.