أفاد مسؤولون بالاتحاد الأوروبي؛ أن الاتحاد يستعد لإرسال بعثة تضم نحو200 خبير عسكري إلى مالي، وذلك من أجل تدريب الجيش المالي ومساعدته في شن هجوم عسكري للقضاء على الجماعات المسلحة التي تسيطر على شمالي البلاد منذ أكثر من ستة أشهر. وحسب ما نقل عن مسؤولين أوروبيين في بروكسيل ؛ فإن "القرار النهائي بشأن المشاركة العسكرية سيتخذه وزراء خارجية التكتل الذي يضم 27 دولة في 19 من نوفمبر المقبل"؛ مؤكدين أن "مهمة قوات الاتحاد الأوروبي ستنحصر في التدريب فقط وليس المشاركة في العمليات القتالية"، وفق تعبيرهم. وفي سياق متصل؛ اعتبر وزير الدفاع المالي العقيد ياموسى كامارا، أن الحرب في شمال مالي "حتمية ولا مناص منها"، مؤكدا على ضرورة أن "لا تتجاوز شهرين أو ثلاثة أشهر" لتحرير الشمال من قبضة الجماعات المسلحة. وقال المسؤول العسكري المالي؛ لدى افتتاحه لاجتماع خبراء أفارقة وأوروبيين وأمميين في العاصمة المالية باماكو، إن "الحرب لا مناص منها ضد الإرهابيين في شمال مالي حتى وإن كانت كل الحروب تنتهي حول طاولة مفاوضات. ويهدف الاجتماع؛ الذي بدأ الثلاثاء الماضي وينتهي غدا الأحد إلى إعداد "مفهوم عملي" لاستعادة السيطرة على شمال مالي، وذلك من خلال العمل على "رفع مستوى" الجيش المالي الذي يفتقر إلى التجهيزات والذي "تحطمت معنوياته اثر الهزيمة التي تكبدها أمام الحركات المسلحة"، وفق تعبير وزير الدفاع المالي. ومن المنتظر أن يعكف المشاركون في الاجتماع على إعداد "خطة التدخل"، حيث ستعرض على مجلس الأمن بالأمم المتحدة نهاية نوفمبر القادم، وذلك في إطار المشروع الذي تقدمت به فرنسا وصادق عليه المجلس في ال 12 أكتوبر، والذي يمنح الفاعلين في الأزمة المالية مهلة 25 يوما لإعداد خطة متكاملة للتدخل العسكري. وفي هذا السياق اعتبر العقيد كامارا؛ أن اللقاء "سيسمح بالتوصل إلى اقتراحات ملموسة للمصادقة على مفهوم استراتيجي من أجل تحرير شمال بلادنا". وفي إطار المساعي نحو تسوية الأزمة بالحوار قال ممثل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في باماكو عبدو شيخ توري إنه من "الطبيعي التباحث مع حركة أنصار الدين التي تتكون أساساً من متمردين طوارق سابقين، وحليفة تنظيم القاعدة"؛ مضيفا "أنهم ماليون: يجب أن نرى إذا كانوا يوافقون على العودة إلى الجمهورية والتخلي عن الأفكار الانفصالية لصنع السلام والتخلي عن الحركات المجرمة الأخرى"، حسب قوله. .. استقرار مالي مهم بالنسبة الى أمن اوروبا وأعلن وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي ان استقرار مالي "مهم بالنسبة إلى أمن أوروبا"، وذلك أثناء زيارة من بضع ساعات إلى هذا البلد الذي تحتل شماله مجموعات مسلحة. فسترفيلي أعلن خلال تصريح مقتضب في مطار باماكو عن مساهمة بلاده بمبلغ مليون يورو "لدعم السكان" في شمال مالي بصفة مساعدة انسانية. وتطرق فسترفيلي إلى ضرورة بدء حوار بين الماليين لإيجاد حل لازمة الشمال. وقال "نريد عملية تضم كل الإطراف مع مقاربة سياسية هدفها الديمقراطية". ..المفتي السابق للقاعدة: أزمة مالي قابلة للحلّ سلميًا قال رئيس اللجنة الشرعية السابق لتنظيم القاعدة، محفوظ ولد الوالد، إن أزمة شمال مالي "قابلة" للحلّ، ويتعين على جميع المسلمين السعي إلى حلها. ودعا ولد الوالد في مقابلة نُشرت مساء الخميس في موقع وكالة أنباء الأخبار الموريتانية المستقلة جميع الأطراف لتجاوز الخلفيات والمواقف الموالية والمعارضة والحساسيات الطائفية والحزبية من أجل حلّ الأزمة. وحذر من تورّط موريتانيا أو الجزائر أو غيرها من دول الجوار الإسلامية لمالي في الحرب المرتقبة، ضاربًا بذلك باكستان مثلاً في ما قال إنه دعمها للحرب على أفغانستان: "في باكستان برويز مشرف (الرئيس السابق) قدم كل التسهيلات، وباع باكستان وأهلها ودينها وسيادتها، كانت النتيجة أن باكستان دخلت حربًا أهلية، نتيجة لموقفها الداعم للقوى الغازية، وأصبح القتال بين أهلها، والتفجيرات والاغتيالات فيها".