احتجاز إطارات أجنبية، فرنسية ويابانية، من قبل مجموعة إرهابية بعين أميناس بعين صالح، وهم يشتغلون لصالح سوناطراك وبيتريش بيتروليوم، بعد ستة أيام عن اندلاع الحرب في مالي، لا يمكن إلا اعتبارها واحدة من تداعيات الحرب على الجزائر، ورغم أن الموقف الرسمي الجزائري إلى حد الساعة لم يقول انه مع الحرب، بل ظل يعارضها، فقد سارع الإرهابيون إلى تنفيذ أولى عملياتهم خلال الحرب فوق التراب الجزائري. ومعنى هذا الكلام أن الجزائر سواء دخلت في الحرب أو رفضت فهي تبقى المعني الأول بتطورات الأمور في الجهة الجنوبية وشمال مالي. هناك قراءتان للعملية الإرهابية التي تأتي في سياق الحرب على مالي بقيادة فرنسية: أول هذه القراءة تقول أن الجماعات الإرهابية تحاول القول أنها على استعداد لتنفيذ خططها في أي مكان ولو كان الصحراء الجزائرية، خاصة وان العملية تهدف إلى تأليب الرأي العام الدولي على قادة الحرب في مالي. أما القراءة الثانية: وهي الأخطر فالعملية يحتمل أن تكون تهدف إلى إقحام الجزائر في الحرب، و هذا في حد ذاته يطرح تساؤلات حول هوية منفذي العملية وعلاقاتهم بأطراف الحرب في مالي. لكن ما يهم في كل هذا أن الحرب في مالي ستكون لها تداعيات خطيرة على الجزائر كما اجمع على ذلك الخبراء منذ أزيد من عام، وما على الحكومة إلا العمل على تعبئة الجبهة الشعبية تحسبا لأي طارئ.