انسجام كبير ومنسق بين الموسيقى التقليدية والقديمة الجزائرية والبولونية طبع البرنامج الفني الذي عرض بالمركز الثقافي للإذاعة الوطنية بالجزائر العاصمة في إطار المهرجان الثقافي الأوروبي ال14. وقد أدت ماريا بوماناوكسا على رأس فريق يتكون من ثلاثة موسيقيين عرضا مزجت فيه موسيقى التراث البولوني الأصلي بالنوع الخاص بفرقة "جماوي افريكا" وهو عمل استغرق أربعة أيام واطرب الجمهور الحاضر الذي تجاوب مع تعدد الأنواع الموسيقية المقدمة. وقد أدت ماريا بوماناوكسا التي كانت مرفوقة بالعازف على مختلف الآلات والمغني بارت باليغا والعازف على آلة الناي باويل بيتلي مقاطع مستوحاة من التراث الموسيقي البولوني التقليدي دعمتها بصوتها القوي و أدائها المميز على الآلة التقليدية التي تشبه آلاتي "الرباب" و"الكمان". كما أدت الفرقة رقصة "اوبيريك" التقليدية البولونية الخفيفة التي تميز هذا التراث الخاص بسكان القرى لهذا البلد في شرق أوروبا والتي تذكرنا ثقافتها بالثقافة الجزائرية في بعض الجوانب. الجزء الثاني من السهرة تمثل في ثمرة تعاون بين الموسيقيين البولونيين و فرقة جموي أفريكا التي قدمت أغانيها الجديدة منها "دردبة" وأغنية مستلهمة من نوع أهاليل المعروف في منطقة تيميمون. وقدمت بعدها ماريا بوماناوكسا قطعة "لما بادى يتثنى" وهو شعر عربي أندلسي معروف كيفته الفنانة منذ سنوات مع الموسيقى التقليدية البولونية وقد استحسن الجمهور المزج بين الأنواع الموسيقية بالات موسيقية عصرية. ماريا بوماناوكسا التي تنشط للمرة الثانية سهرة في الجزائر تشغل منصب مديرة فنية لمهرجان وارسو للثقافات وهي حائزة على عدة جوائز. كما أنها حائزة على شهادة دكتوراه في الفن ومؤسسة أول دائرة للموسيقى القديمة البولونية والموسيقات الكلاسيكية الأوروبية والعربية والأسيوية. وشاركت الفنانة في عدة مشاريع لترقية الثقافة والفنون البولونية منها تلك الخاصة بالبلدان العربية مثل مشروع "حب وتعايش" بالتعاون مع فنانين عرب. فرقة "جماوي افريكا" المتكونة من 8 أفراد تمزج بين كل الطبوع وتدافع عن الانتماء الإفريقي للجزائر الذي تبرزه في كل ألبوماتها. وكانت كل من لبنان وتونس قد أنجزت أعمالا مماثلة مع موسيقيين بولونيين في شكل ورشات في مارس ونوفمبر 2012 على التوالي.