استنكر الوزير عبد المالك سلال، تركيز العديد من وسائل الإعلام المحلية والعالمية على الحالة الصحية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي يعالج من جلطة بسيطة في المخ منذ أكثر من أربعين يوما في مستشفى عسكري بباريس. وقال سلال "توصلنا إلى درجة أننا عندما نعلن شيئا رسميا نجد من يكذبنا" في رده على الأخبار التي تصدر في كل مرة عن تدهور حالة بوتفليقة رغم تأكيده شخصيا بان "الرئيس بخير ويتابع الملفات الهامة يوميا مع الحكومة". وقال عبد المالك سلال، في كلمة ألقاها، أمس، في افتتاح ملتقى حول تطوير الإعلام المحلي "الاتصال المؤسساتي هام جدا، بالنسبة للحكومة، وله أهمية القصوى خصوصا ونحن نعيش اضطرابات داخل وخارج الوطن، فالاتصال ووسائل الإعلام تستطيع أن تلعب دور كبير في هذا المجال، مذكرا بالملتقيات الوطنية التي تم تنظيمها سابقا، وفي كل مرة نتحدث عن الاتصال المؤسساتي إلا انه يظل غائبا ولا تعلم الحكومة أين الخلل؟. ودعا سلال جميع المؤسسات الوطنية ما عدا مؤسسات الدفاع التي لها الأحقية بالسرية، إلى تقديم المعلومات الكافية من خلال رفع إعطاء المعلومات في الوقت المناسب، مؤكدا أن الصحافي الجزائري لا يجد المعلومة الكافية من اجل تزويدها للمواطن، ورفع المسؤولية عنه، وقال أن "المشكل ليس في الصحفي بل المعضلة تكمن في من يزوده بالمعلومة". واتهم الوزير الأول العديد من المؤسسات التي تبقى على سرية المعلومة ولا تزود الصحافة والمواطن بها، موضحا إن المسؤول إذا كان لا يزود المواطن بالمعلومة لا يمكن لأحد ان يتحرك في هذا المجال. ووصف سلال الخلل في إيصال المعلومات ب"المرض الذي ينخر المجتمع"، مؤكدا انه من الضروري آن ينتزع هذا المرض، وأشار الوزير الأول إلى وسائل الاتصال الحديثة خاصة مواقع التواصل الاجتماعي " الفايسبوك والتوتير"، موضحا أن معظم مؤسسات الدولة على غرار الولايات والبلديات وغيرها لا تتماشى مع هذه التكنولوجيا والمجتمع التقديري، ولا تعطي الأهمية القصوى لهذا الأخير وأكد انه من الضروري التبليغ عن المعلومة الحقيقية. كما عرّج الوزير إلى الدعاية والمعلومات الخاطئة التي قد تحملها هذه الأنظمة التكنولوجية الجديدة في المجتمع "الفايسبوك والتويتر" والتي أصبحت تلعب دورا كبيرا في الإعلام وجميع الميادين، ودعا المسؤولين الجزائريين إلى اتخاذ مبدأ الشفافية والعمل الجواري، من اجل التحكم في وضع المعلومة حتى لا يتعرض المجتمع إلى الدعاية، ولا يمكن حل مشكل الدعاية بدعاية أخرى، في إشارة منه إلى البلبلة الإعلامية تعرض لها ملف مرض رئيس الجمهورية. وفي السياق نفسه عبرّ عن تخوف بعض المسؤولين عن كشف الحقيقية في إعطاء المعلومات للمواطن مضيفا أن هذا الأخير أصبح يشكك في المعلومة لان المسؤول الذي يعطي المعلومة متخوف، واعتبر أن الكذب يؤجل الحقيقية ولن يحجبها. وبخصوص تعامل كل مؤسسات مختلف القطاعات مع المعلومة، قال الوزير الأول أن المؤسسات التي لا تتكلم عند الضرورة هي بكماء، والتي تنقصها القدرة على الاستماع الجواري هي مؤسسات صماء، في إشارة منه إلى وضرورة تسهيل مهمة الصحفي في الحصول على المعلومة من اجل أداء مهامه في أحسن الظروف من اجل تنوير الرأي العام.