برتوكول الاتفاق الموقع بين كل من حركة النهضة التونسية وحركة مجتمع السلم للتعاون السياسي، يعني فيما يعنيه أن حركة حمس لا يمكنها أن تتخلى عن فكرة الارتباط الدولي بالتنظيمات الإسلامية فالغنوشي المحسوب على التيار الاخواني وكونه نائب رئيس اتحاد العلماء المسلمين، يشكل واحد من روافد حركة مجتمع السلم على المستوى الخارجي، وبغض النظر عن فحوى هذا البروتوكول الموقع بين الحزبين، فان السؤال المطروح هل الاتفاق هو نتاج إستراتيجية سياسية اعتمدها التنظيم العالمي للإخوان عبر الأقطار العربية أم مجرد عمل بين حزبين. في اعتقادي الراسخ أن إفرازات مرحلة الربيع العربي وما يشهده العالم العربي من حراك، وانخراط الحركات الإسلامية وبالأخص الاخوانية في هذا الحراك واحد من العوامل الرئيسة لهذا الاتفاق، فضلا على هذا اعتقد أن التململ الذي عاشه ويعيشه التيار الإسلامي في الجزائر بشقيه الاخواني والجزارين دفع رموز حركة مجتمع السلم إلى العمل من اجل تمتين نفوذها الخارجي والتمسك بالمرجعيات الدولية للتنظيم. أيضا يبدو ان الإستراتيجية التي انتهجتها حركة مجتمع السلم منذ ما يسمى بثورات الربيع العربي وخروجها للمعارضة واحد من الأسباب التي تقف وراء الاتفاق بين النهضة وحركة مجتمع السلم.... فهل يسعى الإسلاميون أو الإخوان إلى السيطرة على مفاصل العالم العربي؟ ذلك يبدو واضحا.