انتصر الرئيس المؤقت للمكتب السياسي في حزب جبهة التحرير الوطني، عبد الرحمان بلعياط على خصومه في الكتلة البرلمانية من خلال حضور اغلبية نواب الكتلة للاجتماع الذي جرت إشغاله أمس بمقر الحزب بحيدرة. وقد اعتمد الحاضرون مبدأ التعيين في هياكل المجلس كما قرره بلعياط بدلا من مبدأ الانتخاب الذي تشبت به رئيس الكتلة البرلمانية طاهر خاوة، في أول انتصار للمكتب السياسي الذي حضره 13 عضوا من جملة 15 حيث لم يحضر العياشي دعدوعة وحبيبة بهلولي لأسباب غير معروفة. ومنع رجال الإعلام من دخول قاعة الاجتماع، بأمر من عبد الرحمن بلعياط، الأمر الذي وجد فيه أتباع رئيس الكتلة طاهرة خاوة فرصة لتقديمه مبررا على ان الأشغال لم تكن شفافة خاصة من حيث الإعلان عن عدد الحضور من النواب. وتوّج الاجتماع ببيان مقتضب جاء فيه: "اجتمع المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني بأغلبية أعضائه تحت رئاسة الأخ عبد الرحمان بلعياط بحضور أغلبية نواب الحزب في المجلس الشعبي الوطني بناء على القرار الذي اتخذه المكتب السياسي في اجتماعه ليوم السبت 3 أوت 2013" وتابع البيان انه "وبعد النقاش الواسع والصريح بشأن تمثيل الحزب في هياكل المجلس الشعبي الوطني، تم الاتفاق بأغلبية موصوفة للنواب المشاركين في هذا اللقاء على تحيين القائمة التي تم إعدادها من قبل، وذلك في اجتماع نظامي مقبل يخصص لهذا الشأن، على ضوء مقاييس المسار النضالي، والتداول والكفاءة وتمثيل الجغرافي والتمثيل المرأة مع عدم الجمع بين المسؤوليات في هياكل المجلس و تمثيل المجلس في الخارج"، وبذلك يكون جناح عبد الرحمن بلعياط قد وجه ضربة قاسية لنصار طاهر خاوة التي تمسك بترؤسه للكتلة بينما أوضحت التسريبات من الاجتماع ان بلعياط سيعين احمد خرشي النائب عن قسنطينة رئيسا جديدا للكتلة . وشكك خاوة في فحوى الاجتماع وقال انه حضره 45 نائب، و12 سيناتور، اغلبهم محافظين، وتساءل: كيف يقول بلعياط أن لديه 70 وكالة.. أتحداه أن ينشر قائمة اصطحاب الوكالات". وتابع" من الواضح ان هذا يعني ان بلعياط يريد فقط الاستمرار في تسيير الحزب (لحاجة في نفس يعقوب) وهو تعبير على فشله وانتصار كلمة الأغلبية، وتساءل لماذا، تمت الاتفاق على مبدأ الإنتخاب، في هياكل البرلمان مع انه طيلة أسابيع كان متمسكا بقرار التعيين الذي أوصلنا الى هذه الخلافات". وقال "رغم ذلك فان كتلة الأفالان تنقسم إلى نصفين حيث تقول التسريبات انه حضر 135 نائبا الاجتماع بينما لم يستطع منسق المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، حشد كل نواب الكتلة البرلمانية للحزب، حيث بدا واضحا من عدد النواب الذين حضروا اجتماع الأمس، أن كتلة الحزب العتيد مقسومة إلى نصفين، فيما تمكن من كسب تأييد كل النواب وأعضاء المكتب السياسي الذين حضروا الاجتماع. ولم تكن الأجواء المخيمة على اجتماع المكتب السياسي للحزب العتيد، أمس، بدرجة الحدة التي عهدت عليها اجتماعات الأفالان منذ بروز الأزمة في الحزب، حيث خيّم الهدوء على المقر المركزي للجبهة، قبيل وخلال الاجتماع، الذي افتتح في حدود الساعة الحادية عشر صباحا، ومنع رجال الإعلام من الصحافة الوطنية والأجنبية من حضوره، قيل أنه بأمر من بلعياط.