الوزير الأول عبد المالك سلال قالها من أدرار: الرئيس بوتفليقة لن يرحل، يعني انه باق في مكانه، في منصبه، هذا الكلام يأتي في وقت تستعد فيه الطبقة السياسية ومن وراءها من المواطنين لأهم حدث سياسي وهو الانتخابات الرئاسية، وهنا نتساءل: إذا كان الرئيس بوتفليقة باق في منصبه ولن يرحل، فما الجدوى من تنظيم انتخابات وتضييع أموال الشعب في حدث لن يغير شيئا في الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي للأمة؟ أليس هذا معناه بل إقرار أن نتائج الانتخابات محسومة مسبقا؟. الأكيد أن سلال وقبله عمار سعداني، عمار غول، وبن يونس، ومن سار في فلكهم يكونون قد حسموا أمرهم بترشيح الرئيس بوتفليقة وضمان فوزه بطريقة أو بأخرى، وهذا الكلام يعني فيما يعنيه أن المعارضة الآن فاقدة لأي مبرر قانوني او سياسي تجعله مطية لخوض المنافسة أو بالأحرى المشاركة في مسرحية نهايتها معلومة مسبقا بعد أن اكتمل السيناريو وعرف المخرج والممثلين .. لست ادري إن كان سلال أو سعداني أو غيرهما يدركان أن هذه التصريحات مضرة للدولة، للحكومة، للمسار الديمقراطي التعددي، للحياة السياسية، لكنها أيضا مضرة لمصداقية الرئيس وشرعيته...فلماذا يصرون على هذه التصريحات أم أنها مجرد مزايدة بين المؤيدين؟. ما يجب التسليم به الآن هو أن العملية السياسية في الجزائر فقدت كل أدواتها الشرعية والقانونية، ولم يعد أمامنا سوى إعادة النظر في الكثير من المفاهيم والأدوات وإعادة الاعتبار للعملية السياسية التي دنست من قبل الانتهازيين.