دعا الأمين العام لحزب "جبهة التحرير الوطني"، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى "الإسراع في تعديل الدستور"، وأكد أن أن "مطلبنا الإسراع بتعديل الدستور يعكس حرصنا على تعزيز المسار الديمقراطي وتكريس دولة المؤسسات". في الوقت الذي يعتقد العديد من المتتبعين أن الرئيس بوتفليقة يكون قد تراجع عن تعديل الدستور في الوقت الراهن، قال عمار سعداني أمين عام "جبهة التحرير"، في لقاء بإطارات ومناضلي الحزب أمس بباتنة أن تعديل الدستور "ضروري لوضع الأسس القوية لدولة الحق والقانون، دولة الحريات الفردية والجماعية وحقوق الانسان. وأوضح بأن سبب حرص حزب الأغلبية على الإسراع في تعديل الدستور، "هو تمكين البلاد من دستور يحصن الدولة من كل الهزات يسهم في ترشيد الحياة السياسية وتفعيل المؤسسات، وضمان استمراريتها في ممارسة مهامها الدستورية في الرقابة والتشريع والتسيير، فضلا عن توسيع صلاحيات البرلمان وتكريس الرقابة على أعمال الحكومة". وشدد سعداني، أن "مطلبنا الإسراع بتعديل الدستور يعكس حرصنا على تعزيز المسار الديمقراطي وتكريس دولة المؤسسات، والتمكين لحرية الرأي والتعبير وإقامة الحكم الراشد وتأمين اقتصادنا وممارسة السياسة في بلادنا، من كل الآفات والانحرافات". لكنه اغفل الحديث عن مطالب الافالان في مضمون التعديل وما إذا كان الرئيس بوتفليقة، فعلا يريد إحداث توازن بين مؤسستي الرئاسة والبرلمان، بمنح الحزب الذي يفوز بالأغلبية في الانتخابات حق تشكيل حكومة. بينما رد سعداني على هجوم حاد من خصومه في الحزب، الذين استنكروا دعوته الجيش إلى "الابتعاد عن السياسة". واكد قائلا إن المرجعية الفكرية لحزب جبهة التحرير وللجيش الوطني الشعبي، واحدة. فهما من أصل واحد ومهمتهما مشتركة هي بناء الدولة الجزائرية الحديثة". وتداول في أوساط سياسية أن بوتفليقة يريد استحداث منصب نائب رئيس الجمهورية، يستخلف الرئيس في تسيير الدولة في حال حدث طارىء يحول دون ممارسة الرئيس مهامه. بينما رد سعداني، ضمنا، على أحزاب انتقدت "تزلف زعيم جبهة التحرير المفرط" بعد أن ألحَ على بوتفليقة ليترشح لولاية رابعة قبل أن يبدي هو رغبة في ذلك، واضاف: موقفنا الداعم للرئيس المجاهد موقف ثابت، نلتزم به من أجل مصلحة الجزائر. وسنواصل هذا الدعم والتأييد لأنه يفرض نفسه، ولأن حصيلة الرئيس منذ توليه رئاسة البلاد في 1999، وحتى قبل ذلك التاريخ، إيجابية في جميع الميادين". كما قال "كان لزاما أن نكون المبادرين والسباقين لترشيح الرئيس، لأننا أصحاب حق. ولن نفرط في هذا الحق ولن نتنازل عليه لغيرنا حتى ولو كان قريبا منا. وعلى الذين ينازعوننا هذا الحق، أن يدركوا بأن لنا فضل السبق لأننا أهل له ولأن الأمر يخص رئيس حزبنا".