تلجأ الكثير من العائلات الجزائرية إلى تسجيل أبنائها في مختلف دور الحضانة التابعة للكشافة الإسلامية التي أصبحت منتشرة بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، خصوصا بالنسبة للأمهات العاملات والتي تعجزن عن التوفيق بين تربية أبنائها على أسس دينية وعملها، فترى في الكشافة ملجأ آمنا للتكفل ورعاية أبنائهم دون السن القانونية في التمدرس، واعتمادها على نظام الدوام اليومي الكامل كسائر المؤسسات التربوية الأخرى وفق برامج تعليمية منفذة من طرف بعض دور الحضانة. لطيفة مروان تعتبر الكشافة من المؤسسات الاجتماعية التي تعمل على إيجاد طاقة للقدرات والإبداع واستغلال طاقة الطفل من الجانب السلبي وتحويلها إلى الجانب الإيجابي، وتعتبر في نفس السياق كمؤسسة تربوية تربي وتعلم الأطفال لتحضيرهم إلى دخول المدرسة ولتعلم والاقتداء بالأخلاق السامية كالتنظيم والتوعية من الآفات الاجتماعية وغير ذلك ومن أدوار إيجابية تعود بالنفع على المجتمع. أكد ساسي عبد الحليم قائد فوج الفلاح بالجزائر الوسطى، إن من بين أهداف الكشافة هو التعاون مع الأولياء وربط علاقة بينهم، فالدور الحقيقي للكشافة هو التربية والتعليم كمؤسسة اجتماعية ثالثة إضافة إلى التربية الخلقية فهي مدرسة ثالثة تعين الأسرة والمجتمع، وتجهيزه إلى المدرسة الأولى، ومن بين الأهداف أو الأدوار المنوطة بجمعية أولياء التلاميذ فيما يخص التعاون مع الكشافة هي ربط العلاقة بين التنظيمات التي لها علاقة بالتربية، وتطوير الروح للعمل التطوعي وسط الأولياء والمجتمع ومحاربة الأمية، إنشاء نوادي علمية وثقافية والتعامل معها فدور الكشافة يقول محدثنا يبقى مقدسا في إنشاء أجيال متماسكة، في الوقت الذي تواجه الأسرة مصاعب كبيرة في توجيه الأطفال والحفاظ على توازنهم وحمايتهم من الوقوع في فخ الآفات الاجتماعية مؤكدا أن الكشافة الإسلامية لعبت دورا هاما في الحفاظ على المقومات الأساسية للهوية الجزائرية. وناضلت لأجل ذلك كثيرا في الحفاظ على اللغة العربية، وعلى الرغم من الانتشار الكثيف لدور الحضانة العصرية، إلا أن الإقبال على المدارس الكشافة الإسلامية برز لحد كبير في الآونة الأخيرة من طرف فئة كبيرة من المواطنين في تربية وتعليم أبنائهم، وما تقوم به في الإرشاد الديني وتعليم للغة العربية إضافة إلى تحفيظ القرآن الكريم، وترسيخ معالم الدين الحنيف، إضافة إلى الدور الكبير التي تلعبه المدارس في التكوين على الرغم من بساطتها في التعبئة الروحية والنفسية لتكوين شخصية الفرد. هذا ما رصدته "الحياة العربية " في إحدى دور بالجزائر العاصمة. وأكد قائد فوج الفلاح بالجزائر الوسطى، بان الحضانة أخرجت نجباء الى جانب تفوقهم في مشوارهم الدراسي، وعند حديثه عن تربية وإعداد النشء في أطواره الأولى، صرح لنا قائلا بأن المهام الرئيسية للمدرسة هي التربية الدينية والخلقية للأطفال قبل تحفيظهم القرآن الكريم.. ودعا في الأخير محدثنا الاولياء إلى إيداع ابنائهم في الحضانة الكشافة عوض الحضانة اليومية، وصرح بعض المواطنين ان هناك صحوة كبيرة في المجتمع لعبتها المدرسة القرآنية في تهذيب وتعليم النشء أصول دينهم.