آلية مشتركة لإرساء حوار وطني قرر وزراء خارجية دول جوار ليبيا أول أمس، على وضع آلية مشتركة لإرساء حوار وطني ليبي وتحقيق العدالة الانتقالية، ودعم مؤسسات الدولة والمسار الديمقراطي في ليبيا. ودعا المشاركون في الاجتماع الذي عقد على هامش أعمال المؤتمر الوزاري ال17 لدول حركة عدم الانحياز، جميع الأطراف والقوى الفاعلة الليبية إلى وقف أعمال العنف بكامل أشكاله والاحتكام إلى الحوار، كما أعربوا عن "قلقهم العميق إزاء التطورات التي تشهدها ليبيا وتداعياتها على أمنها واستقرارها وتأثيرها المباشر على دول الجوار". وقال وزراء خارجية الجزائر، تونس والتشاد والسودان ومصر والنيجر في بيان عقب اجتماعهم، إن الآلية المشتركة التي سيتم تفعيلها بالتنسيق مع جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي تهدف إلى "وضع خارطة طريق لمساعدة الفرقاء في ليبيا"، واتفق وزراء خارجية دول جوار ليبيا على عقد اجتماع وزاري حول الأزمة الليبية في تونس، فيما يعقد اجتماع آخر بمصر يخصص لمناقشة تأمين وضبط الحدود مع ليبيا. وأكد البيان، تضامن الدول المعنية مع الشعب الليبي والحفاظ على سيادة ليبيا واستقلالها ووحدة أراضيها ورفض أي تدخل في شؤونها الداخلية. وناقش المشاركون إمكانية إيفاد وفد رفيع المستوى من دول الجوار إلى ليبيا بالتنسيق مع السلطات الليبية للتعبير عن تضامنهم مع شعب ليبيا، وفي نفس السياق أكد وزراء الخارجية المشاركون في الاجتماع، على الأهمية الكبيرة التي توليها دول الجوار من أجل تامين الحدود مع ليبيا، وعلى ضرورة التعاون من اجل مكافحة الإرهاب وتجارة السلاح والمخدرات والهجرة الغير شرعية. وعلى صعيد التغطية الإعلامية للشأن الليبي من قبل وسائل الإعلام المختلفة، شدد المشاركون على ضرورة التحلي بالموضوعية والدقة ومراعاة المصلحة الوطنية الليبية. .. الجزائر لن تستعمل حدودها لزعزعة استقرار بلد شقيق وقال رمطان لعمامرة، وزير الشؤون الخارجية، أن ليبيا تحتاج إلى دعم البلدان المجاورة لحل مشاكلها "دون تدخل أجنبي"، وقال إن الدول المجاورة مؤهلة أكثر من غيرها لمساعدة ليبيا "بحكم الجغرافيا والسكان والمبادلات عبر التاريخ". وأكد لعمامرة أثناء لقاء مع نظيره الموريتاني حمادي ولد بابا ولد حمادي، على هامش الندوة الوزارية 17 لبلدان عدم الانحياز التي تنعقد بقصر الأمم، أن ليبيا التي لم تعرف الاستقرار في هذه السنوات الأخيرة "تحتاج اليوم إلى دعم البلدان المجاورة من خلال السماح لها بحل مشاكلها الداخلية دون تدخل أجنبي". وأشار الوزير إلى ضرورة تشجيع البلدان المجاورة على "العمل بشكل مخالف"، موضحا أن الإقصاء أمر سيئ يؤدي إلى الإحباط والغضب وبالتالي إلى المعارضة"، وأضاف أن "الإقصاء كان ممارسا ونأمل أن يختفي مستقبلا"، وقال "إن الدول المجاورة مؤهلة أكثر من غيرها لمساعدة ليبيا، بحكم الجغرافيا والسكان والمبادلات عبر التاريخ". وعن سؤال حول موقف الجزائر تجاه ليبيا أكد لعمامرة أن "الجزائر جد مهتمة" بما يجري في هذا البلد الجار وأن السلطات الجزائرية "تتعامل" مع سلطات ليبيا، وأضاف "نحن كدولة لدينا وسائلنا الخاصة للحصول على المعلومات والتعريف بآرائنا"، مشيرا إلى أن ليبيا "هي حاليا على رأس انشغالاتنا الإقليمية"، وتابع يقول "إن الجزائر تسهر على أن لا تستعمل حدودها الوطنية بأي شكل من الأشكال لزعزعة استقرار بلد شقيق أيا كان وبوجه أخص ليبيا الشقيقة".