اللغة مشكلة تواجه المثقف الجزائري قال أوّل أمس وزير الاتصال السابق والدكتور محي الدين عميمور "أنّ المثقف بشكل عام هو عنصر رائد في المجتمع، ولكن بشرط أن تكون لديه الإمكانيات التي تجعله رائدا"، معتبرا إياه – المثقف- "هو الذي يتابع الثقافة ويمارس العمل الثقافي، ويدرك بأنّه يجب أن يكون لديه حد أدنى لا يمكن النزول تحته، وفكرا وثقافة لا حدودا لهما"، مضيفا إلى مشكل الثقافة مشكل اللغة قائلا "لا يمكن أن تنمو الثقافة في وجود شرخ لغوي ووجود أكثر من لغة". وأوضح المتحدث في محاضرة نظمت بالمكتبة الوطنية بالحامة بالعاصمة في إطار برنامج النشاطات الثقافية لهذه الأخيرة لشهر رمضان الكريم لهذه السنة، تحت عنوان "المثقف والحياة الثقافية في الجزائر" وبحضور جمع من المثقفين على رأسهم وزيرة التربية الوطنية السابقة والمجاهدة زهور ونيسي، أنّ المثقف الجزائري لكي يكون مثقفا عليه أن يكون مهتما بقضايا الشعب اليومية، ويعيش معه ويمارس دوره كرائد من رواد العمل الاجتماعي بشكل عام، أمّا إذا كان يجلس في البيت من أجل أن يصدر كتابا أو كتابين، هنا يصبح كاتب وليس مثقف وهنا الفرق- يقول محي الدين عميمور. كما اعتبر المتحدث اللغة مشكلة تواجه المثقف، وذلك نظرا لنوعية المجتمع الذي يوجه إليه كتاباته، قائلا في ذات الشأن "أنّ اللغة العربية يراها البعض للأسف لغة تخلف" مرجعا سبب ذلك إلى المثقفين الذين لم يدرسوا التاريخ. ومن جهة أخرى قال وزير الاتصال الأسبق "من الصعب على الإنسان أن يقوم بعمل ثقافي في وجود أكثر من لغة"، داعيا المثقف الذي يتكلم لشعبه أن يتكلم بلغته "اللغة هي وطن، وليس هناك في العالم وطن يتكلم أكثر من لغة، والبلدان التي تتكلم شعوبها أكثر من لغة هي مهددة بالانقسام". وأكد أنّ الحداثة بالموازة مع التاريخ هي ليست فيه مع قطيعة مع الماضي، مشيرا إلى أنّه يجب النظر إليه من زوايا مختلفة للاستفادة منه في صناعة المستقبل، من أجل عدم جعل الوطن في حالة انشطار وتذبذب. وفي نفس السياق اعتقد المتحدث أنّنا كجزائريين سوف نجرم في حق شهدائنا ووطننا والمنطقة وحتى في القارة إذا لم نستعمل لغتنا الأم، وعن الجزائر قال عميمور "نحن ننتمي للغة العربية، نحن أصلنا أمازيغ عربنا الإسلام، ولا أحد يزايد على ذلك، كما يتميز كل واحد بانتمائه، ولكن ينبغي أن يكون الانتماء حضاري إسلامي وان نتمسك به، فلدينا لغة عالمية يجب أن نتمسك بها". وحاول محي الدين عميمور الإجابة عن الكثير من التساؤلات المطروحة بقوة منها ماهية دور المثقف الجزائري ووظيفته وكذا علاقته بالجمهور، معتبرا أن تنشيط الساحة الثقافية بحاجة إلى موقف سياسي عميق وتفاعل قوي من المثقف الجزائري بخصوص تحديث أولوياته الفكرية والثقافية، وضرورة الاحتفاء بأدباء ومثقفي البلاد العربية الأخرى على أنهم النموذج الحقيقي للمثقف في الوطن العربي لتحقيق ديمومة الثقافة والمثقف. وفي رده على أسئلة المتدخلين كشف المتحدث عن مساع حثيثة قام بها المتحدث بالتنسيق مع مؤسسة الفكر العربي لعقد قمة عربية تعنى بالثقافة فقط على مستوى رؤساء الدول العربية، والتي تم الاتفاق حولها وكان مقررا عقدها في العاصمة الليبية طرابلس سنة 2013 لكن الظروف يقول المتحدث جرت عكس ذلك.