يعاني الكثير من الأساتذة في مختلف الأطوار مشاكل صحية ونفسية جراء المعاناة التي يواجهونها أثناء فترة تدريسهم فمهنة التدريس صعبة خاصة مع الجيل الصاعد وتغير العقليات ما جعل قطاع التربية يشهد موجة احتجاجات للمطالبة بالزيادة في الأجور التي غالبا ما تصرف في العيادات الصحية ما جعل الأمور تتفاقم وكل الجهود المبذولة للحصول على الزيادة في الأجر لتحسين وضعية الأساتذة تذهب هباء. لطيفة مروان السيدة سعاد أستاذة في اللغة الفرنسية بثانوية ببئر خادم أخبرتنا أنها تتقاضى 40 ألف دينار وأن كثيرين يجهلون المشاكل التي نواجهها مع التلاميذ خاصة في الثانويات أين يشعر التلميذ انه كبر ويصعب التحكم فيه وزيادة على ذلك قالت سعاد بالحرف الواحد "أنا امرأة عمري42 سنة وأملك 10 سنوات خيرة في مجال التدريس وأعاني يوميا مع التلاميذ خاصة الذكور الذين لا يحبذون دراسة اللغات الأجنبية ما يضطرني للصراخ عليهم لالتزام الصمت وترك زملائهم الآخرين يركزون هذا ما سبب لي مرض ارتفاع الضغط الذي دخلت بسببه المستشفى عدة مرات واسمع من اغلب الناس بان "الأساتذة لاباس بيهم "، لذلك لو يعرفون الحقيقة لدفعوا لنا من جيوبهم جراء ما نعانيه من جراء تدريس أبنائهم الذين في اغلب الأحيان أوليائهم لا يتحملونهم . منهم من أصبح غير قادر على إمساك الطباشير، بسبب الحساسية المفرطة، ومنهم من أصبح غير قادر على الوقوف مطولا، بسبب مرض الدوالي ، وكثيرون هم أولائك الذين أثقلت جيوبهم متاعب مرض السكري والضغط الدموي، كما لم يعد غريبا أن يحمل المعلم في محفظته علبة "البراسيتامول" عله ينهي أوجاع الدماغ ،غير أنهم يقولون "كل شيء له مسكن إلا فوضى التلاميذ، غابت العصا وزاد الضجيج الذي أصبح هاجسا تمكن من 65بالمائة منهم في انهيارات عصبية حادة زينب معلمة بثانوية عقبة بالعاصمة لها في مهنة التدريس أكثر من 15 عشر سنة وهي الآن تعاني من مرض التهاب المفاصل جراء الوقوف لفترات طويلة ما جعلها زبونة دائمة لأطباء العظام والحمامات المعدنية وأكدت لنا زينب أن جيرانها يحسدونها كونها معلمة وأجرها مرتفع لكن لو يعلمون ما أعانيه لما حسدوني على ذلك وقالت أن اغلب زملائها يعانون من ألام الظهر والسكري وارتفاع الضغط وغيرها للعلم فقد أشارت إحصائيات من وزارة التربية أن 120 ألف أستاذ يتقدمون سنويا بشهادات مرضية طلبا للعطلة المرضية في مقدمتهم النساء اللواتي يطلبن عطلة مرضية بعد انقضاء فترة الأمومة إلى جانب فئة كبيرة من الكهول ممن زادت فترة تدريسهم عن العشر سنوات وتأتي حالات الانهيار العصبي في مقدمة الحالات النفسية التي تصيب فئة المعلمين والمدرسين باختلاف نسب التعرض لها فبين الحالات الذين يتعرضون للانهيار العصبي يوجد بين 65و85 بالمائة من الذين يتوفون مباشرة بعد إحالتهم على التقاعد أي بعد 25 عاما من مزاولة المهنة وأرقام أخرى تؤكدها النقابة الوطني لعمال التربية التي كشفت أن 85 بالمائة من الأساتذة يتعرضون للانهيار العصبي بعد مرور ثلاث سنوات من مزاولتهم خدمة التعليم وأن عدد الأساتذة الذين يتوفون سنويا جراء نفس المرض بين 150 و200 حالة بالإضافة لانتشار أمراض أخرى كالقلب والسكري والضغط الدموي والدوالي الذي يعاني منه 80بالمائة يعانون منه نتيجة الوقوف المطول.