دعت الوزيرة السابقة والأديبة زهور ونيسي المجتمع المدني من أجل تفعيل دور المثقف الذي تعتبره الفاعل الأساسي في إحداث التغير الإيجابي والبناء في مجتمعه، وقالت إن المثقف الحقيقي ليس الحامل لثقافة عامة ولحمولة معرفية تخص مجالا أو ميدانا معينا، وإنما هو الشخص المتشبع بفكر التنوير والقيم الإنسانية ويمتلك وعي جماهيري، وقناعات مبدئية لتغير الأوضاع السائدة. وأضافت الأديبة زهور ونيسي خلال استضافتها أمس بالعدد الأول للمقهى الأدبي و الفكري الذي ينظمه مركز الفنون والثقافة بقصر رؤساء البحر، الذي خصص للحديث عن الكتابة النسائية في الجزائر أن المثقف الحقيقي هو الذي ينطلق من واقعه وواقع مجتمعه بهدف خلق التغير الاجتماعي والسياسي والثقافي، وبخصوص الكتابة النسائية في الجزائر قالت المتحدثة "إنها تتميز عن الكتابة الذكورية بعمقها و بأهدافها قائلة: "صحيح أن الكتابة هي ذاتها عند المرأة و الرجل لأن الإنسانية تجمعهما، إلا أن الكتابة النسائية تتميز عن الكتابة الذكورية وذلك لأن المرأة عالمها كبير ومشاكلها متعددة الأبعاد لأنها تكتب من جراحها" مضيفة "في البداية المرأة كانت تكتب من جرح الثورة التحريرية و الآن أصبحت تكتب من جرح العادات و التقاليد الاجتماعية التي غالبا ما تظلمها وتسلب حريتها". من جانب آخر، دعت الأديبة زهور ونيسي إلى إعادة النظر في الحداثة التي فرقت اليوم بين جيل الطاهر وطار والجيل الحالي وقالت " إن الحداثة ليست القطيعة مع الماضي وإنما هي نتيجة تراكمات وثقافات وخبرات وتجارب تساعد في بناء المستقبل". من جهتها تحدثت الدكتورة مسعودة لعربط من جامعة تيزي وزو، عن كتابات الأديبة زهور ونيسي وقالت أن معظم ما تقدمه زهور ونيسي ينطلق من واقع المرأة الجزائرية، وأنها كانت تحاول من خلالها إبراز صورة المرأة الجزائرية النضالية والثورية ودورها الفعال خلال الثورة التحريرية. وذلك تقول المتحدثة محاولة منها لتغيير النظرة الاجتماعية المنتقصة لدور المرأة النضالي في المجتمع، وإخراجها من أسْر التخلّف بأشكاله المختلفة، وتفعيل دورها في المجتمع وردّ الاعتبار لمكانتها ونبذ الذهنيات البالية التي لا تقدم نفعا لها وللمجتمع. من جانب آخر، أكدت الدكتورة مسعودة لعربط أن الكتابة النسائية في الجزائر فرضت نفسها، خصوصا الكاتبات اللواتي يكتبن باللغة الفرنسية، أما الرواية المكتوبة بالعربية تقول أن ظهورها كان متأخرا مقارنة مع الروايات المكتوبة باللغة الفرنسية، وكان ذلك بعد الاستقلال برواية "يوميات مدرسة حرة" لزهور ونيسي سنة 1967، مرجعتا هذا التأخر إلى الظروف التاريخية التي كانت سائدة آنذاك و التي سلبت حق التعليم للمرأة.