أكد محافظ المكتبة الجامعية، عبد الله عبدي، أن التفجيرات الإرهابية المقترفة من طرف منظمة الجيش السري الفرنسي والتي استهدفت في 7 جوان 1962 مكتبة جامعة الجزائر والتي أدت إلى إتلاف عدد كبير من الكتب القيمة عن طريق القنابل الفوسفورية، تعد "عملا إجراميا ضد الانسانية". وأوضح عبدي في تصريح له، أن مكتبة جامعة الجزائر كانت تعد "من أقدم وأهم المكتبات في العالم العربي وإفريقيا"، لما كانت تحتويه من رصيد ثري وغني وكتب قيمة في مختلف العلوم ومن مخطوطات نادرة بالعربية وبالأحرف اللاتينية"،وأشار إلى أن عددها كان ما يناهز 600.000 كتاب و مخطوط، وأضاف المسؤول أن الحريق الذي أتى على كل بناية المكتبة أدى إلى إتلاف عدد كبير من الكتب النفيسة التي تعود للقرن 17 ميلادي ولم يبق منها سوى 80.000 كتاب. ويذكر ان مكتبة جامعة الجزائر تنتمي إلى جامعة هي من أقدم الجامعات في إفريقيا والتي تعد بدورها الجامعة رقم 2 فيما يسمى ب"الإمبراطوية الفرنسية"، وقد تم إنشاء جامعة الجزائر سنة 1909 (قانون 30 ديسمبر) بعد سلسلة من الخطوات التي كانت بدايتها قانون 20 ديسمبر 1879 الذي تولى إنشاء أربعة مدارس مختصة هي: مدرسة الطب والصيدلة و مدرسة العلوم و مدرسة الآداب والعلوم الإنسانية و مدرسة الحقوق. وقال المتحدث "بعد الحريق الذي أتى على المكتبة لم يتم استرجاع إلا 000 80 كتاب التي تعد بمثابة شاهد إثبات ضد المستعمر الفرنسي"، وأضاف ان الكتب المسترجعة تم نقلها إلى ثانوية عقبة بن نافع بالجزائر العاصمة حيث وضعت هناك إلى أن يتم ترميم مكتبة جامعة الجزائر، مبرزا أن عملية نقل الكتب إلى ثانوية عقبة بن نافع دام مدة سبعة أشهر، وأكد أن "فرنسا قامت بتهريب كل المخطوطات أياما قبل الحريق الذي نشب بمكتبة الجزائر مستدلا بمقال صدر عن جريدة "لومند" الفرنسية بتاريخ 26 أفريل 1962 و الذي يؤكد خروح حاويات من مكتبة جامعة الجزائر و التي وجهت إلى فرنسا وكانت هذه الحاويات تحتوي على عدد كبير من الكتب و على "كل المخطوطات"، ولهذا السبب لم يتم العثور على أي مخطوط سواء سليما أو متلفا -يقول المتحدث-. واستدل عبدي بمقولة للأستاذ محمود بوعياد المدير السابق للمكتبة الوطنية و بوصفه كذلك رئيسا للجنة الدولية لإعادة بناء المكتبة الجامعية والذي قال "ان جميع المخطوطات النفيسة التي كانت تضمها مكتبة جامعة الجزائر حولت مع ما حول من أرشيف إلى فرنسا".