بتمكن قوات مصالح الأمن بتيزي وزو، أول أمس، من تفكيك خلية إرهابية تعمل على مد جسور مع تنظيم الدولة، يكون الجيش قد وضع يده علة أولى الخلايا النائمة المتعاونة من الإرهاب في المنطقة. القبض على الخلية المتكونة من 17 شخصا في " بوغني" بولاية تيزي وزو، يشتبه أن لهم إرتباط بتنظيم الدولة بسوريا. من اهم منجزات الجيش خلال هذا الشهر، وتزامنت العملية مع خرجة قائد اركان الجيش ونائب وزير الدفاع الوطني، الفريق أحمد قايد صالح، إلى ولايات الجنوب، وقال مصدر أمني رفيع أمس أن الموقوفين يرتبطون بعناصر من تنظيم "داعش"، ويعملون على تأسيس نواة للتنظيم، بالمنطقة، بعد فشل تنظيم"جند الخلافة"، الموالي لتنظيم الدولة في بلوغ أهدافه، وقد قتل أغلب عناصره على يد اليد الجيش الجزائري. ووجهت لهؤلاء تهم : تقديم السند والدعم لجماعة إرهابية و عدم التبليغ عن إرهابيين. وحسب التحقيقات الأولية، فإن المجموعة، عملت لوقت لفائدة مجموعات مسلحة، بأعمال جوسسة على تحركات أفراد الشرطة و الجيش وإسناد المتطرفين بالمئونة و الألبسة، بحكم أنهم لم يكونو مسبوقين قضائيا. وتعتبر هذه الخلية التي تم وضع حد لنشاطها من أكبر الخلايا المفككة بمنطقة القبائل، بالجزائر ، حيث يتراوح أعمار المجموعة بين 19 و 27 عاما وهم من شباب المنطقة بوغني. وتعاني المجموعات المسلحة بمنطقة القبائل الجزائرية، حصارا لأزيد من 12 شهر، من قبل قوات الشرطة و الجيش، التي عززت تواجدها هناك منذ مقتل الرعية الفرنسي هيفيه غورديل على يد تنظيم الدولة، ذبحا،العام الماضي. وطورت الجزائر منظومتها الدفاعية الداخلية في إطار محاربة الإرهاب بشكل متسارع منذ سنوات، وصارت تتبنى منظومة عصرية، مشبعة بدرجة عالية من التكنولوجيا وقال مولود دحماني، الباحث وأستاذ العلوم السياسية، بجامعة الجزائر، أن "الجزائر ضاعفت من إنفاقها العسكري فأضحت اقتصادها أقرب إلى إقتصاد حرب"، وأضاف" لكن البلاد تبقى تعيش مخاطر جمة ، بسبب غياب الطرف الآخر على تأمين الحدود، خصوصا وأن ليبيا أصبحت حاضنة للأزمات، ومالي دولة هشة قابلة لاختراق الأمني". ودوما ترسل الحكومة الجزائرية تطمينات بخصوص قدرة الجيش والشرطة على مواجهة المتغيرات الأمنية المتعلقة بالإرهاب، حتى وإن كانت حدودها تشهد توترا امنيا غير مسبوق. غير ان عبد المجيد مناصرة، رئيس "جبهة التغيير " بالجزائر، يرى أن هذه الخطابات غير واقعية، وقال في ندوة أول أمس خصصت لبحث إنعكاسات الهجوم الإرهابي على منتجع سياحي بتونس، على الجزائر، "لا ينبغي الانسياق دائما وراء خطاب أن الجزائر بخير وهي ليست تونس أو ليبيا أو غير ها من مناطق التوتر، بل ينبغي أن يطرح دوما سؤال: هل الجزائر محصنة من الإرهاب ". وأوضح مناصرة أن:"عملية تقنتورين وقتل الرعية الفرنسي هرفي غوردال، وجهان لإرهاب معولم وليس محليا، وبالتالي أولى هذه الأساسيات بالنسبة للجزائر، هي أن المنطقة كلها مستهدفة ومهددة بالتقسيم، خصوصا شمال إفريقيا عن طريق رؤى إستراتيجية وأمنية". بالتوازي مع ذلك، حل نائب وزير الدفاع قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق قايد صالح أمس بمنطقة برج باجي مختار الحدودية على بعد 650 كلم جنوب أدرار، في إطار زيارة مفاجئة للمنطقة أحيطت بسرية تامة وإجراءات أمنية غير مسبوقة رافقت الوفد العسكري الذي رفق نائب وزير الدفاع وأشار المصدر العسكري الذي أورد الخبر أن الفريق قايد صالح قد عقد مباشرة بعد وصوله إلى برج باجي مختار اجتماعا بمقر قطاع ألعملياتي حيث ضم المسؤولين الأمنيين المحليين بالمنطقة خصص لمسألة مكافحة الإرهاب والتهريب التي استفحلت في المنطقة وكيفية مواجهة بقايا الجماعات المسلحة التي تنشط عبر الحدود منهم جماعة أنصار الدين التي تنتمي إلى تنظيم القاعدة والتي تتخذ من منطقة الخليل بشمال مالي قاعدة لها ومعقلا رئيسيا لتنفيذ هجماتها والتسلل إلى الترب الجزائري حيث قام الفريق قايد صالح بمعاينة مختلف المحجوزات منها على وجه الخصوص أجهزة الكشف عن المعادن وبعض الأسلحة والذخيرة الحية حيث أمر بإتلافها . رزقي زكي