هل حاولت بن غبريط وزيرة التربية قلب المنظومة التربوية والمجتمع في غفلة من أمره؟ هل القضية قضية بن غبريط، يعني اجتهاد منها ومحاولة شخصية أم هي مسعى تيار سياسي حاول إزاحة اللغة العربية من السنة التلاميذ وعقولهم؟ ثم هل عادت الوزيرة المثيرة للجدل إلى الحكومة قبل الخوض في هكذا مواضيع؟ شخصيا أنا مع فتح النقاش على مصراعيه حول كل القضايا والمواضيع دون استثناء بما فيها تلك التي تعتبر من المسلمات،لكنني بالمقابل ضد أي قرار يحاول القفز على حق المجتمع في النقاش وتقرير مصيره. ومن هنا فما قامت به بن غبريط فتح النقاش لكنه لم يؤطره بل جعله يبدو وكأنه مسالة شخصية تخص الوزيرة فقط..وهنا أشم رائحة تصفية الحساب. لست هنا في هذا المقام للدفاع عن بن غبريط أو اتهام باقي المسؤولين وإنما لأنني اعتقد أن مسألة اللغة خاصة اللغة العربية في الجزائر يندى له الجبين، فاللغة حولت إلى أداة للصراع وأحيانا هدفا له من قبل الكثير من الاتجاهات والتيارات. ولهذا فالطريقة التي سوقت بها وزارة التربية لموضوع التدريس بالعامية لا يمكن إلا فهمه في إطار الصراع الحضاري والفكري فالوزيرة أخذت الموضوع كمبادرة شخصية منها دون الرجوع إلى المجتمع والفاعلين فيه، وهي بذلك حاولت أخدنا على غرة من أمرنا لتمرير ما لم يمرر حتى في أحلك أيام الجزائر… المنظومة التربوية بحاجة إلى إصلاح وهذا لا شك فيه، لكننا اليوم لابد ان نقول ان هذه الإصلاحات ليست إصلاحات بن غبريط ولا إصلاحات بن زاغو…بل نريد إصلاحات مختلف النخب وتعكس الهوية الجزائرية بأبعادها العالمية.