تعامل لبنانيون في الصحف وعبر وسائل التواصل الاجتماعي بسخرية مع أزمة القمامة في العاصمة بيروت، حيث انتشرت أكياس القمامة بكثافة في الشوارع. وذكر موقع بى بى سى أن بعض الرسوم الكاريكاتوية الساخرة، يحمل بعضها رسائل سياسية، ففي إحدى هذه الرسوم تظهر أكياس الرمال عام 1975، وهو العام الذي اندلعت فيه الحرب الأهلية في لبنان، وعلى اليسار يوجد نفس المشهد لكن فى ظل وجود أكياس القمامة. وأشار بى بى سى إلى تفاعل المغردون على موقع تويتر مع الأزمة، حيث نشروا صورا مختلفة من بينها أشكال جديدة لعلم لبنان عن طريق استبدال شجرة الأرز التقليدية بكومة من النفايات. ولفت بى بى سى إلى أن أحد الرسوم صور الأزمة بكيس قمامة مربوط به فتيل مشتعل وكأنه على وشك الانفجار، فيما أشارت رسوما أخرى إلى أن الحل هو فصل النفايات إلى نفايات "سياسية" و"إرهابية" و"طائفية" وهو الفصل الذي يحمل دلالة سياسية تتعلق بالوضع في لبنان. ومن جهته، اوصل "هاشتاغ" # (طلعت ريحتكم) لبنان للعالمية على مواقع التواصل الإجتماعي. بعد أن وصلت نسبة التغريدات والمشاركات إلى رقم غير مسبوق من لبنان البلد الصغير، بحيث وصل الى 250 الف استخدام، ويقال أن الرقم كان يمكن أن يكون أكبر لولا اعتماد الناشطين تهجئتين ل "ريحتكم" حيث استخدم العديد "ريحتكن"، ووصل عدد داعمي الصفحة على موقع "فيسبوك" الى حوالي 138 ألف مع مواقف ورسائل دعم من اللبنانيين المغتربين، ودعوات إلى حملات استنكارية يوم السبت 29 آب (أغسطس) القادم في دول الإغتراب. وكان لموقع greenarea، جولة على بعض الصفحات، وتنوعت المواقف بين داعمة ومنتقدة للحملة، وبين رافضة للنتائج التي أوصلت الحراك نحو الفوضى والدموية، وتهجم على الحكومة والسياسيين والمناقصات التي تبنتها، ومحاولات لرأب الصدع المتأتي من الصدامات وغيرها من المواقف. في المقابل فالتعبيرات المتبادلة، أعطت انطباعات متناقضة، من تفاؤل، إنهزامية، عدائية، عقلانية واستشراف للأحداث وغيرها. وكانت هناك محاولات للفت الأنظار من بعض السياسيين والوجوه التي اعتادت المنابر قوبلت بموجة من الإستنكار والتهكم. وهذا غيض من فيض، ولا يمكن أن تعبر هذه المقالة عن كافة المواقف ولا أن تختصرها، لكننا آثرنا في حدود الممكن نقل المزاج الشعبي حيال هذا الحدث في مداه البيئي والمطلبي والسياسي.