اطلقت الشرطة اللبنانية، الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه وأعيرة نارية في الهواء لتفريق آلاف المحتجين في بيروت، السبت، والذين كانوا يطالبون باستقالة الحكومة بسبب سوء تعاملها مع أزمة تسببت في تراكم القمامة في الشوارع لأسابيع. وأغلقت الشرطة وقوات الأمن وسط العاصمة، وطوقت البرلمان والمباني الحكومية لإحباط أكبر احتجاج في الأشهر الأخيرة ضد السلطات. وقالت الشرطة إن 35 شخصا بينهم محتجون وشرطيون أصيبوا بجروح. وقالت وزارة الداخلية، إنها أمرت بالافراج عن المحتجين الذين ألقي القبض عليهم خلال الاشتباكات التي شهدت رشق الشبان الشرطة بالحجارة أثناء محاولتهم اقتحام منطقة أمنية عليها حراسة مشددة حول مقر الحكومة. وقبل بدء الاشتباكات، رفع المتظاهرون شعارات ضد السلطة الحاكمة واتهموها بالإهمال والتواطؤ في معالجة الملفات التي "تفوح منها روائح الفساد"، حسب وصفهم. ودعا هؤلاء الى إسقاط النظام ومحاسبة المسؤولين عن الفساد. وتراكمت القمامة الشهر الماضي، بعد أن فشل الساسة -الذين قسمتهم صراعات إقليمية ومحلية- في الاتفاق على المكان الذي سيتم فيه التخلص من نفايات العاصمة. من جانب آخر، قال أحد منظمي "تجمع طلعت ريحتكم" الناشط طارق الملاح، إنه لم يكن من المفترض أن يصل الأمر إلى ما وصل إليه، خاصة أنها مظاهرة سلمية تتكرر كل عدة أيام، لكن استخدام القوى الأمنية العنف ضد المتظاهرين أوصل إلى قرار بالبقاء في الساحة حتى محاسبة المسؤولين الذين أعطوا الأوامر بإطلاق النار. ومن المقرر أن يعقد رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام مؤتمرا صحفيا الأحد، يتناول فيه الأزمة التي حذر بعض الساسة من أنها قد تهدد باسقاط حكومة الوحدة الوطنية التي يتزعمها والتي حافظت على مظهر السلطة المركزية وساعدت في احتواء التوترات الطائفية. هذاولا يزال منصب الرئيس شاغرا منذ أكثر من عام، ومدد البرلمان الذي انتخب في 2009 ولايته، وأجل الانتخابات حتى عام 2017 استنادا إلى حالة عدم الاستقرار بالبلاد.