وضعت مديرية شرطة الحدود إجراءات أمنية غير مسبوقة داخل وفي محيط المطار الدولي ،حيث عززت من نشر الفرق الأمنية المدعمة" البياري" و"الأنياب خاصة في محيط المطار وكذا عناصر التدخل السريع، كما أعطيت تعليمات إلى أفرادها العاملين بالمطار الدولي هواري بومدين بالعاصمة من أجل لتشديد الرقابة وتكثيف التفتيش الجسدي ومراقبة الوثائق، خاصة جوازات السفر. يعيش المطار الدولي حالة استنفار أمني رغم تصريح المسؤولين وتأكيدهم في وقت سابق أن الإجراءات الأمنية المعتمدة تدخل في إطار المهام العادية للأمن ،غير أن كل الإجراءات المشددة توحي بخطة أمنية محكمة تنتهجها مدرية شرطة الحدود من اجل تأمين مطار هواري بومدين الدولي خاصة بعد التهديدات الأخيرة التي تلقتها أجهزة الاستخبارات والتي كشفت عن مخطط لاستهداف مطار هواري بومدين من قبل الجماعات الإرهابية وفرضت هذه التهديدات، إسناد تسيير أمن المطارات الجزائرية، على رأسها مطار هواري بومدين، لضباط مخابرات تم تكوينهم في مجال أمن المطارات ومواجهة الاعتداءات الإرهابية وتسيير أزمات خطف الركاب. كما تقرر تغيير هيكل تسيير مصالح أمن المطارات والموانئ التجارية. وتأتي هذا الإجراءات الأمنية الاستثنائية بعد أيام من صدور المرسوم الرئاسي ، والمتعلق بإنشاء محيطات أمنية لحماية مقر رئاسة الجمهورية والإقامات الرئاسية ويضبط المرسوم مجموعة القواعد الأمنية المطبقة على المقيمين داخل هذه المناطق الأمنية، وهو ما دفع بعض المتتبعين إلى ربطها بسلسلة الإجراءات الأمنية الأخيرة التي تسبق على محيط الرئاسة والإقامات الرئاسية، على اعتبار أن مطار هواري بومدين الدولي لا يقل أهمية عن ما ذكره المرسوم الرئاسي السالف الذكر ويبدو جليا لكل من يدخل المطار الإجراءات الأمنية المشددة المفروضة سواء خارج المطار وفي محيطه أين تم نشر فرق مدعمة من الأمن بعربات خاصة تعمل بالتناوب، وتسهر على مراقبة كل التحركات، ورصد أي تهديدات، أو في داخل المطار أين تم نشر عناصر أمنية من قوات التدخل السريع ،وإخضاع الزوار والمسافرين إلى إجراءات تفتيش ورقابة على مختلف النقاط ، كما تدعمت مختلف المصالح بالمطار بأفراد الشرطة القضائية التابعين لمصلحة خاصة بشرطة الحدود للتدخل في حالة الطوارئ، وقد تم نشرهم أمام المنافذ الرئيسية للمطار وكذا جميع المداخل المؤدية الى قاعة الركوب، وتمتد الرقابة بالتنسيق مع أفراد الجمارك الى غاية باب الطائرة ولا يغادر أفراد الشرطة إلا بعد إقلاعها، إضافة الى تفعيل المراقبة بأجهزة الكاميرا التي تم تنصيبها في العديد من الزوايا، كما تم تجنيد فرقة الأنياب وهي فرقة الكلاب البوليسية المختصة في تهريب السلاح والمخدرات والمواد المتفجرة. ويؤكد تعزيز التدابير الأمنية واتخاذ إجراءات وقائية وجود مخاوف من تنفيذ عمليات إرهابية أو محاولا تهريب رؤوس الأموال واعتمدت مصالح الأمن على أجهزة ومعدات خاصة عالية التقنية للكشف عن العملة الصعبة، ووقف عمليات التهريب، حسب ما كشفته مصادر موثوقة وذلك في إطار جملة من الإجراءات المتخذة مؤخرا لعقلنة الواردات ومكافحة تهريب رؤوس الأموال إلى الخارج، خاصة بعد أن تبين أن شبكات تهريب العملة الصعبة والمؤثرات العقلية أصبحت تلجأ إلى التهريب عبر المطارات بالتواطؤ مع جمركيين وموظفين بالمطار لتسهيل عمليات تمرير البضائع، لا سيما الذهب، وتهريب العملة الصعبة بعيدا عن الرقابة، في ظل فرض خناق مشدد على نشاط المهربين في الآونة الأخيرة من قبل وحدات حرس الحدود والجمارك على مستوى المنافذ الحدودية