خبير: "الصحافة التقليدية مرشحة للاندثار" نظمت صباح أمس المدرسة العليا للصحافة ببن عكنون دورة تكوينية لفائدة مهنيي الصحافة في إطار البرنامج الشهري الذي أطلقته وزارة الاتصال من أجل تكوين الصحافيين، نشط الدكتور الصادق الحمامي أستاذ محاضر ومدير المركز الإفريقي لتدريب الصحافيين من تونس ندوة بعنوان "الصحافة في عصر الوسائط الاجتماعية" بحضور وزير الاتصال حميد قرين وجمع من الطلبة والباحثين الذين أثروا النقاش. وكشف الوزير في كلمته التي ألقاها في افتتاح الندوة عن برنامج تكويني لفائدة الصحافيين سينطلق في شهر ديسمبر المقبل ويشمل كامل القطر الجزائري ولا يقتصر فقط على العاصمة، فيما تحفظ عن ذكر التفاصيل. وفي إجابة عن سؤال إحدى الطالبات حول استغلال قنوات تلفزيونية لمضامين الشبكات الاجتماعية التي ينشرها شهود العيان أو ما يسمى بظاهرة "المواطن الصحفي" أكد قرين أن نصوصا تنظم هذا النشاط "هي قيد الدراسة والتحضير" على مستوى الحكومة. وخاض الدكتور الصادق الحمامي في تأثير الميديا الاجتماعية على الصحافة التقليدية خاصة المكتوبة منها في ظل الاستعمال المتزايد لمواقع التواصل الاجتماعي في المجتمع، والصحفي كذلك ليس بمنأى عن ذلك، حيث يستخدمها في البحث والإطلاع والمتابعة وخاصة في البحث عن أفكار عن القصص الإخبارية، ما يجعلنا يقول المحاضر أمام تراجع النموذج التقليدي لدور الصحفي في تنظيم عملية صناعة الخبر لصالح الميديا الاجتماعية كما أسماها مشيرا إلى "أن العرب أخفقوا في ترجمة المصطلحات والغوص في ذلك ليس موضوعنا اليوم" وأضاف "استعمال مصطلح وسائل التواصل الاجتماعي التي تتداول وسائل الإعلام العربية خاطئة". كما تحدث البروفيسور الحمامي عن نتائج الميديا الاجتماعية على الصحافة وكيف يستخدم الصحافيون هذه الأخيرة، حيث كشف أن المؤسسات الإعلامية الكبرى تتجه إلى إقامة شراكة مع شركة فايسبوك من أجل استحداث تطبيق مواضيع تقرأ على الفايسبوك دون الحاجة إلى اللجوء إلى الروابط الأصلية، مستشهدا في السياق بمؤسسة ال bbc التي تعتبر سباقة ومبتكرة في مجال الميديا على الرغم من أنها مؤسسة عمومية. ومن محاور الندوة التي تضمنت عديد الجوانب طرح ضيف الجزائر من الشقيقة تونس تساؤلا غاية في الأهمية مفاده "هل ستصبح المؤسسات الصحفية حبيسة منصات الميديا الاجتماعية؟ وهل ستفقد الأخيرة استقلاليتها؟" وإجابة على ذلك قال الحمامي "النموذج التقليدي للصحافة مرشح للإندثار، أما الميديا الاجتماعية فهي حاليا تتوسط علاقة الناس بالأخبار أوالصحافة". وعن الجانب القانوني تحدث المحاضر عن عدم إمكانية التنظيم القانوني كما هوالحال مع الإذاعة والتلفزيون أوالصحافة المكتوبة فيما يسمى بالجزائر "سلطة الضبط" لأنها ببساطة غير قابلة لذلك على الرغم من أنها أصبحت مرادفة للخدمة الاجتماعية كما يعرفها بعض الباحثين الأمريكان، ما يعني أنه يجب تقنينها إلا أن تيار آخر من الباحثين يرى بأن إخضاعها للقانون سيؤدي إلى "تقليل فرص الإبداع والابتكار". أشار كبديل لذلك إلى التنظيم الذاتي وهو تقليد معتمد في الدول الانجلوساكسونية خاصة، وفي بلده تونس قال "سلطة الضبط عندما تمنع برنامجا على التلفزيون، تمنع الترويج له على صفحات الفايسبوك مثلا"، حتى أن التسجيل على الفايسبوك يخضع لمعايير المجتمع وهي ميثاق استخدام بين المستخدم والموقع. "الميديا الاجتماعية متاحة لكل الناس، وبإمكان الكل استخدامها" هكذا قال مدير المركز الإفريقي لتدريب الصحافيين ومنه لفت إلى أهمية الدراسات المتعلقة بالإرهاب و"الميديا الاجتماعية" لان الجماعات الإرهابية تستخدم هي الأخرى مواقع التواصل من اجل الترويج لأفكارها وبث مضامين معينة.