تصنف الكاتبة عائشة بنور روايتها "اعترافات امرأة" ضمن السرد السيكولوجي الذي يشرّح الذات الأنثوية عبر لغة حميمة دافئة وهادئة وبشاعرية طافحة توشي بالكثير، بمرارة الواقع والقمع الإنساني الذي يمارس على الذات وجَلْدها بمفاهيم مختلفة. وقالت عائشة أنها رواية حساسة جداً تحمل بين طيّاتها زخماً من القيّم والجماليات والألم، وهي استكشاف المرأة عن الأنثى المغيبة بداخلها، والمرأة التي اختارتها داخل النص "الأنا" تتجلى صورتها كشخصية محورية تتحرك وتنمو وتتفاعل وتعترف وتنكر وتتعرى وتنتفض أحيانا بوجهات نظر مختلفة وبخصائص وأمزجة قادرة على تحريك النص الأدبي من الإيجاب إلى السلب والعكس. وتحدث بنور عن الحركة الثقافية الجزائرية (شعراً وسرداً) وأكدت أن الكاتب ينتحر في اليوم ألف مرة ويعيش حالات من الإحباط. رغم التنوع ومختلف النشاطات والمهرجانات، وأضافت :"لكن يبقى المشهد باهتاً وبائساً لأن ثمة بؤساً ثقافياً لغياب مشروع ثقافي مؤسس، كذلك المثقف الحقيقي غائب أو مغيب. لا يمكن الحديث عن مشهد ثقافي ما لم تتوافر استراتيجية واضحة المعالم، كذلك لا يمكن الحديث عن مردود ثقافي ما لم يتحوّل إلى ملموس يومي لدى المواطن العادي". وأوضحت الروائية أن المثقف محاصر بموانع عدة تجعله منغلقاً على نفسه وسلبياً اتجاه تلك الموانع أو المؤثرات، وتعتقد بنور أن لعبة السياسي ساهمت في هذا الجمود فأصبح المثقف تابعاً للسلطة ينساق وراء طموحه الاجتماعي. وقالت بنور أن المشهد الثقافي يشهد غياب المثقف النوعي الذي شجع على أشباه مثقفين تابعين للسلطة. وأشارت إلى أن طموح الكاتب السياسي هوما أقبره فكريا، فبدل أن تصبّ رسالة المثقف في خدمة الأمة، أصبحت تنحصر في كيفية التخلص من ظروفه الاجتماعية المزرية.