أكد سمير مطاوع وزير الإعلام الأردني السابق أنه من خلال تجربته الإعلامية التي يزيد عمرها عن 50 سنة ليس متفائلا بما يحدث في العالم العربي ووصفه بالكارثة التي لا تعادلها إلا كارثة فلسطين. وقال :" وجودي اليوم في الجزائر يعوضني عن بعض من ضياع الكرامة العربية ونحن أمة يمكننا أن نصنع المعجزات ولذلك تبقى الجزائر في ذاكرتي في هذا الجزء". وأوضح مطاوع من خلال تجربته السياسية أنه كان يتوقع ما يحدث في العالم العربي منذ 1996 عندما نشر المحافظون الجدد في الولاياتالمتحدةالأمريكية دراسة "الجيل الجديد لأمريكا" حيث كان واضحا ما يريدون فعله في العراق وسوريا وليبيا واليمن، وأضاف : "الحقيقة ليس المقصود هو رأس النظام كبشار الأسد أو صدام حسين بل المقصود هي الدولة لأن المحتل الإسرائيلي يعتبر أن ما يحدث في العراق وسوريا هي التعويض الدفاعي عن فلسطين حتى لا يشكل خطرا على إسرائيل لخمسين سنة قادمة". وبخصوص التغطية الإعلامية العربية للأحداث في العالم العربي تأسف الدبلوماسي والوزير السابق لحال الأجهزة الإعلامية التي تحكمها الدولة أو السلطة فيبقى الإعلام متأثرا بوجهة نظر الجهة الرسمية وليس على غرار الإعلام الغربي الذي يمكن أن يكون شقيا نوعا ما. وعن علاقته بالثورة الجزائرية قال مطاوع، أمس، على هامش محاضرته حول "مساره الإعلامي والدبلوماسي وعلاقته بالثورة الجزائرية" بمكتبة الحامة: "بدأت العمل في إذاعة هولندا وكنت مراسلا لمجلة الأسبوع العربي اللبنانية وتشاء الصدف أن أتعرف إلى شاب كان له علاقة بجيش التحرير الجزائري وأصبحنا أصدقاء فحماسنا كشباب في ذلك الوقت للثورة الجزائرية كان شيئا خرافيا وعن طريقه انخرطت في بعض الأمور". وأوضح سمير مطاوع أنه يفتخر كونه كان له الحق الحصري في تغطية محادثات فيينا والمشاركة في احتفالات عيد الاستقلال 5 جويلية 1962 أين وجد الرئيس الراحل أحمد بن بلة وأبهره بتواضعه عندما قال له أن لا يناديه سيادة الرئيس ويناديه الأخ أحمد فقط. وقال وزير الإعلام الأردني السابق في تصريح للحياة العربية أنه كان ينوي كتابة مذكراته ويخصص فصلا كاملا عن تجربته في الجزائر ولكن بعد زيارته الأخيرة للجزائر أصبح غير ممكن، لأن التجربة كبرت أكثر مما يستوعبه فصل واحد في الكتاب فقرر أن يدونها في كتاب كامل لأن الجزائر تستحق كتاب وليس فصلا فقط بحسبه.