نظمت جمعية جزائر الخير أول أمس بدار الإمام بالمحمدية تحت إشراف رئيس الجمعية الأستاذ عيسى بن الأخضر ندوة ثقافية قدم فيها الدكتور بدر الدين زواقة كتابه المعنون ب "نظرية التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة في إدارة المؤسسات الدعوية" المنبثق عن أطروحة الدكتوراه التي ناقشها الباحث في ال 2010 بجامعة باتنة والتي تقع في 500 صفحة. ساق الدكتور بدر الدين زواقة المتخصص في الدعوة والإعلام أهم الدوافع والأهداف من وراء بحثه المتمحورة أساسا في ضرورة السعي لتحقيق معايير الجودة في التسيير، وعن علاقة المسجد كمؤسسة دعوية بالإدارة قال زواقة "أنا نتاج المؤسسات الدعوية ومن خلال تجربتي بها اكتشفت أن أغلب المشاكل والعوائق هي إدارية بالدرجة الأولى خاصة وأن العمل الإسلامي ينطلق بإخلاص وقوة دافعة، إلا أنه عندما يصل إلى درجة معينة ينهار ويحدث ما يعرف بالانتحار، وهو ما دفعني إلى الموازنة بين كل هذا وبين متطلبات الإدارة". وقد شدّد الدكتور على أن كل عمل لا بد أن ينطلق من هدف ورؤية ومنهج وهو ما يجب أن نطبقه على المؤسسة الدعوية، والذي أساسا هوموجود بعديد المؤسسات في المجتمع مشيدا بتجربة جمعية جزائر الخير. من المحاور التي طرحها الباحث وتعمق بالبحث فيها "هل يمكن للمؤسسة الدعوية أن ترقى للجودة ومعايير الإيزو؟ خاصة وأن الغرب تجاوز الجودة إلى التميز، يقول الدكتور زواقة "في هذا الصدد اقترحت نموذج للإدارة الإلكترونية وقد أرفقت الأطروحة بقرص مضغوط يحوي تصور شامل عن الإدارة الإلكترونية، وهوما يعد سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى الجامعة الجزائرية"، وأضاف "تجولت في العديد من البلاد الإسلامية ولم أجد نموذجا مثل الذي قدمته حكومة حمروش في 1992 حول تنظيم المسجد والذي كان راقيا لكن المبادرة بقيت حبيسة الأدراج، وقد قدمتها كملحق في الدراسة". كما كشف المتحدث أن المنظمة العربية للتنمية الإدارية لجامعة الدول العربية طلبت طبع الكتاب سنة 2015 وبالفعل طبعت 3000 نسخة. تجدر الإشارة إلى أن محاولة استضافة الجمعية للدكتور بدر الدين زواقة حسب ما أفاد به رئيسها عيسى بن الأخضر جاءت تجسيرا وتطويرا بين القائمين على المؤسسات الدينية والاجتماعية والتربوية من جهة والباحثين الميدانيين أصحاب الرؤى والمناهج الاستشرافية لاسيما البحوث التي تستوعب المعطيات العلمية الحديثة دون تجاوز للضوابط والمقومات الحضارية للأمة. لينتهي اللقاء بنقاش مع ثلة من الأئمة والحضور حول القيادة والإدارة وخصوصية المؤسسة الدعوية والعملية الاتصالية في المسجد ومختلف المؤسسات، ليؤكد المحاضر على أهمية القيادة في تولي الإدارة، وفي حال عدم توفرها في المدير يلجأ إلى الاستفادة من القيادة الفرعية الموجودة في المؤسسة، إذ أن علم النفس السلوكي توصل يقول الباحث إلى أن 15 بالمائة من شخصية المدير هي من سيرته الذاتية و85 بالمائة المتبقية هي قدرته على التواصل والاتصال، مؤكدا في ذات الصدد أن أي مؤسسة انفجرت هوغياب التواصل والمعلومة بسبب الإشاعات.