انطلقت ، نهاية الأسبوع المنصرم، محاكمة أزيد من 50 إرهابيا من جماعة "قوراية" وسط تطويق أمني ملفت لقوات الأمن نظرا لخطورة الوقائع المتابع بها المتهمين، كما عرفت جلسة المحاكمة التي احتضنتها محكمة جنايات العاصمة حضورا كثيفا لعائلات المتهمين وكذا دفاعهم الذي بلغ عددهم أكثر من 50 محاميا. يذكر ان الجماعة الارهابية محل المتابعة كانت تخطط لتنفيذ هجمات تفجيرية لإفشال الانتخابات التشريعية الاخيرة كما ارتكبت مجازر في حق قوات الامن بمناطق مختلفة من ولايات الوطن. وأمر القاضي عمر بن خرشي بتشكيل هيئة المحاكمة بعدما تأكد من حضور جميع الأطراف في الملف ، حيث أمر بعدها كاتب الضبط بتلاوة قرار الاحالة الذي يحوي 74 صفحة . وجاء في قرار إحالة المتهمين المتابعين بتهم تكوين والانخراط في جماعة إرهابية مسلحة غرضها بث الرعب في أوساط السكان وخلق جوانعدام الأمن القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد السرقة بحمل السلاح الظاهر الاختطاف وجنحة حيازة سلاح وذخيرة بدون رخصة تشجيع وتمويل جماعة إرهابية مسلحة ، حيث تمت الإطاحة بهم شهر ماي من سنة 2012 بعد توقيف الإرهابي الخطير المكنى لقمان أمير سرية المهاجرين الذي كشف عن مخطط لتنفيذ هجمات انتحارية لإفساد الانتخابات المحلية والتشريعية. وجاء تفكيك الجماعة الإرهابية على إثر معلومات وردت من طرف شخص أراد مساعدة القوات الأمنية للقضاء على الإرهابي الخطير المدعو"ترزوت يطو عبد الله " المكنى"لقمان"، وبالتنسيق مع المذكور أنفا وضعت مصالح الدرك الوطني كمينا محكما للإرهابي الذي حدّد له موعدا بدوار بوخليجة ببلدية ارهاط ولاية تيبازة من أجل استلام المؤونة التي طلبها قبل يومين ،ولما حضر الأخير لعين المكان و شرع في حمل المواد الغذائية على متن سيارة أين كان المبحوث عنه رفقة إرهابي آخر قبل أن تباغته مصالح الدرك الوطني ليتم توقيفه في عين المكان، فيما لاذ الإرهابي المرافق له بالفرار الى وجهة مجهولة بعدما أطلق عيارات نارية صوب عناصر الدرك الوطني ويتعلق الأمر بالإرهابي المدعو"نعاس الحاج " المكنى "أبي عبادة". وعثرت مصالح الدرك الوطني بحوزة الإرهابي "لقمان" على سلاح ناري حربي، سلاح كلاشينكوف مجهزا ب 31 طلقة نارية، حاملة خراطيش ، صدرية، قنبلتين، كمية من الفتيل ، صاعق كهربائي، صاعق ناري، جهاز منظار يدوي، ذاكرة، مبلغ مالي قدره 14 ألف دينار ،خريطتين طوبوغرافيتين لبلدية سلمون، قوراية وأرهاط . وعليه سلمت مصالح الدرك الوطني الإرهابي الموقوف لعناصر القطاع العملياتي من أجل استغلاله في تحريات ميدانية ،ومن خلال التصريحات التي قدمها الإرهابي المكنى "لقمان" ، تمكنت مصالح الجيش الوطني الشعبي من تدمير عدة مخابئ ومعاقل للعناصر الإرهابية التي كان ينشط معها وذلك في عمليات عسكرية في كل من عين الدفلى، الشلف، تيارت، غليزانوالبليدة، كما تم القضاء على عنصرين إرهابيين سلاحيهما إضافة إلى استرجاع أربعة أسلحة من جبل شنوة سلبتها الجماعة من إرهابي. وتبين من التحريات أن الارهابي "يطو عبد الله " التحق بالجماعة الإرهابية المعروفة بحماة الدعوة السلفية سنة 1998 وذلك استجابة لطلب الإرهابي المقضي عليه المدعو رحموني كمال، حيث التحق عبد الله بالنشاط المسلح رفقة 27 شخصا اخر من أبناء منطقة قوراية أغلبهم كانوا تلاميذ في الطور المتوسط والابتدائي. واستمر بقاء "عبد الله" في معاقل الإرهاب لمدة 14 سنة الى غاية توقيفه،وطوال تلك الفترة تنقل الى عدة ولايات هي البليدة ،غليزان ،الشلف وعين الدفلى أين شارك في عديد العمليات الإرهابية قدرت ب 32 عملية ارهابية من أصل 151 عملية ارهابية قامت بها الجماعة الارهابية التي ينتمي اليها. وكان أول اعتداء إرهابي في نوفمبر من سنة 2001 بنصب كمين لأفراد الحرس البلدي ببلدية منداس ولاية غليزان أين تم اغتيال 12 عونا والاستيلاء على أسلحتهم، وفي مارس 2002 تم نصب كمين لأفراد الجيش واغتيال عسكريين مع الاستيلاء على أسلحتهم بمنطقة سيدي علي علال بولاية تيارت. وفي افريل 2003 تم اغتيال عسكريين بجبال بني بوعناب بولاية الشلف وتم سلبهم جهازي اتصال. وفي جوان 2004 دخلت الجماعة الإرهابية التي ينتمي إليها في اشتباك مع عناصر الجيش لمدة يومين أين تم اغتيال أربعة من عناصر الجيش وسلبهم أربعة أسلحة كلاشينكوف. وفي جوان 2005 في منطقة القنيني ببلدية الحجرة تم نصب كمين لعناصر الدرك الوطني المكلفين بنقل أوراق امتحانات البكالوريا أين تم اغتيال ثلاث دركيين وجرح أربعة آخرين مع سلب أسلحتهم .وفي جوان 2007 تم الدخول إلى ثانوية قوراية والإستلاء على 16 جهازا للإعلام الآلي، كما تم اقتحام مستوصف وسلب كمية من الأدوية. كما قامت الجماعة الارهابية في سنة 2008 بنصب حواجز مزيفة على محور الطريق الوطني رقم 11 ببني حواء أين تم قتل دركي في حاجز للدرك الوطني في منطقة بومدفع ولاية عين الدفلى. وبعدها في جانفي 2009 تم استهداف عناصر الجيش بمنطقة الفركي وتم قتل عسكري وسلب سلاحه. وبعد تلاوة قرار الإحالة قرر القاضي عمر بن خرشي توقيف الجلسة على أن تستأنف المحاكمة يوم الاحد المقبل.