وأشار مدير المشروع لدى هيئة برو ناتورا (باريس) السيد محمد بوشنتوف أن تجربة هذا المشروع الذي صمم لتنمية الزراعة المعيشية للأسر بالمناطق الاستوائية قد لوح ببوادر نجاح على مستوى موقعي حاسى خويلدات وحاسى رضا بمنطقة حاسى مسعود مضيفا انه سيتم جني بواكير هذه التجربة التي انطلقت في فيفرى المنصرم خلال هذا الأسبوع. وأوضح ممثل برو ناتورا وهي هيئة شريكة بهذا البرنامج بالجزائر مع الجمعية الفرنسية للبذور(ج ت س) ومؤسسة صودكسو (الجزائر) أن هذه التجربة التي تعتمد على استعمال أحواض لاتتعدى 60 متر مربع مزودة بأحدث تجهيزات السقي الزراعي الذي يسمح بنمو نبات متوازن بنظام بيئي واحاتي تحت غطاء يسمح بتوفير ظروف مناخية ملائمة ستمكن من إنتاج أنواع مختلفة من الخضر الطازجة على مدار فصول السنة. وأضاف السيد بوشنتوف أن هذه العملية التي تحدد دورتها الإنتاجية المتوسطة في حاسي مسعود بمدة شهر يمكن اعتمادها لتحقيق الإكتفاء الذاتي بالنسبة للعائلات في إطار التنمية الريفية بتكوين وإرشاد حول هذه التقنية الزراعية الاقتصادية والبسيطة الاستعمال في نفس الوقت والتي من شأنها تحقيق معيشة يومية لفائدة عائلة تتكون من 10 أفراد.وحسب بطاقة تعريفية بالمشروع الذي جرب بنجاح بدولتي النيجر والسينغال قبل سنوات فإن هذه التجربة بيولوجية محضة نتاج 15 سنة من البحث و30 عام من التطبيق الميداني. كما أن تنفيذ المشروع يشترط -وفق نفس الوثيقة- احترام سلسلة من المقاييس المتمثلة في استعمال البذور المكيفة والتغيير الدوري للتربة وتجهيزات الري والتغطية بعيدا عن استعمال البذور ذات المواد المعدلة جينيا. وحسب المعطيات المقدمة فان هذه التجربة تسمح أيضا إلى جانب توفير خارج مواسم الإنتاج كميات من الخضر الطازجة بالاستعمال العقلاني لثروة المياه واليد العاملة. ويطمح القائمون على هذا المشروع إلى تغطية العجز المسجل في إنتاج الخضر الطازجة خاصة بالمناطق ذات النمو الديموغرافى المرتفع وتثمين الموارد المائية ورد الاعتبار لأنماط الزراعات المعيشية المندمجة مع زراعة النخيل التقليدية. كما تهدف هذه التجربة -حسب نفس المصدر- إلى تطوير وتنويع الزراعات الأساسية وتشجيع عمليات انجاز الأحزمة الخضراء حول مراكز الحياة والتحكم وضمان إنتاج زراعي خارج دورات الإنتاج لتلبية حاجيات الاستهلاك المحلي.