مني شباب بلوزداد مساء أمس بهزيمة أمام نادي الأمل عطبرة السوداني برسم الدور ثمن النهائي من منافسة كأس “الكاف” قبل لقاء العودة في 20 أوت، وهي هزيمة غير مستحقة بالنظر إلى العدد الكبير من الفرص التي ضيعتها القاطرة الأمامية للشباب خاصة في الدقائق الأخيرة من المباراة التي شهدت استفاقة بلوزدادية مع دخول الخطير باي حيث ضيع الشباب فرصا عديدة للعودة بنتيجة إيجابية من السودان، وأول ما شاهدنا كان في (د19) من جانب فريق عطبرة عن طريق تسديدة مالاكي لكن الحارس فلاح أبعد الكرة إلى الركنية، وفي (د36) ارتكب الحارس السوداني خطأ فادحا لما أفلتت الكرة من بين يديه لكن سليماني كان متأخرا نوعا ما وإلاّ لكانت الفرصة مناسبة لفتح باب التسجيل، وفي (د41) مرّر سليماني ناحية يونس الذي انفرد بالحارس لكن المدافع السوداني عكاشي تدخل في آخر لحظة وأبعد الكرة إلى الركنية، كما شاهدنا في (د51) أول هدف في اللقاء عن طريق الخطير طاهر حماد الذي راوغ هريدة بطريقة جميلة برجله اليمنى وسدد برجله اليسرى بقوة فاتحا باب التسجيل وسط فرحة أنصار النادي المحلي الذي تنفس الصعداء بذلك. وفي (د60) سجلنا رأسية نزار التي مرت جانبية بعد توزيعة سينوسي أحمد، وفي (د62) الطاهر حماد خرج وجها لوجه مع فلاح بعد تلقيه كرة في العمق لكن فلاح أنقذ الشباب من هدف ثان مبعدا الكرة إلى الركنية، وفي (د69) وزّع يونس لكن الدفاع رد الكرة التي وصلت إلى باي الذي سدّد بقوة لكن كرته مرت فوق المرمى أمام دهشة اللاعب الذي لم يصدق نفسه وهو يرى فرصته تضيع، وفي (د71) حدث سوء تفاهم بين الحارس السوداني وأحد مدافعيه فوصلت الكرة إلى مكحوت لكن أرضية الميدان كان لها دور كبير في تضييع الفرصة، وفي (د86) ضيع باي وجها لوجه بعد عمل ثنائي مع سليماني حيث تدخل أحد المدافعين لإخراج الكرة إلى الركنية، وفي (د87) سدد الطاهر حماد بقوة لكن كرته أبعدها الحارس فلاح إلى التماس، وفي (د90) ضيع يونس ما لا يضيع رغم أنه خرج وجها لوجه مع الحارس شلبي الذي تصدى لكرة لاعب الشباب بروعة منقذا فريقه من هدف محقق، لينتهي اللقاء بفوز الأمل عطبرة على الشباب. البطاقة الفنية ملعب عطبرة، جمهور متوسط، أرضية سيئة، إنارة ممتازة، طقس معتدل، تحكيم للثلاثي الأوغندي: كاييندي، ماتينيوس مويل، كيتي يحايا، محافظ اللقاء: حسن فضول من جيبوتي. الإنذارات: مرغلي (د40)، خالد الصيني (د48) من عطبرة لحمر (د14)، فلاح (د29) من بلوزداد الأهداف: طاهر حماد (د51) لعطبرة عطبرة: عبد المنعم شلبي، أنور عكاشي، ميسرة، صالح الأمين، سينوسي، كلّو، مايدي (مرغلي د44)، عبد الرزاق، نزار، طاهر حماد، مالاكي. المدرب: محمد عبد النبي بلوزداد: فلاح، هريدة، بوكرية، ميباراكي، معمري، مكحوت، لحمر، غربي (باي د61)، سليماني، عواد (أليكس د61)، يونس. المدرب: حنكوش ------------------------------------------------------------ فلاح معاقب في لقاء العودة لن يكون بوسع حارس الشباب أحمد فلاح المشاركة أمام الأمل عطبرة في لقاء العودة لأنه تحصّل على الإنذار الثاني في كأس “الكاف” الأمر الذي يوجب على المدرب حنكوش أن يحضّر الحارس الذي سيعوّض فلاح في المواجهة القادمة، وهو ما يعني أنه من الضروري أن يكون أوسرير في أوج إمكانته إلى ذلك الحين حتى يتجنّب الفريق أية مفاجأة غير سارة قد تأتيه من الفريق السوداني. لاعبو الشباب احتجوا على الحكم في (د75) لم يستسغ وفد شباب بلوزداد عندما لم يحتسب حكم المواجهة ركلة جزاء في (د75) لما تعرض اللاعب يونس إلى عرقلة واضحة من أحد لاعبي عطبرة حيث اعتبروا ذلك إجحافا في حقهم بما أن العديد من المعطيات كانت ستتغير لو احتسب الحكم الأوغندي الركلة وهدف واحد كان سيكون وزنه ثقيلا في لقاء العودة المزمع إجراؤه في العاصمة. ... والسودانيون احتجوا أيضا في (د77) من جهتهم لم يهضم السودانيون حرمانهم من ركلة جزاء في (د77) لما تعرض مهاجم النادي السوداني للعرقلة –حسبهم- عندما كان متوجها إلى المرمى، حيث احتجوا بقوة على الحكم معتبرين أنه هضم حقا من حقوقهم، لكن التلفزيون أوضح أنه لا وجود لركلة جزاء بما أن تدخل ميباركي على مهاجم المريخ كان شرعيا إلى حد بعيد ولم تكن توجد أية عرقلة. حنكوش لام باي كثيرا لم يهضم المدرب حنكوش الفرصة التي ضيعها باي في (د69) لما مرت تسديدته فوق القائم، حيث ناداه ولامه على عدم وضع الكرة في أحد زوايا المرمى إذ يرى حنكوش أن باي فوّت على الفريق فرصة ذهبية لتسجيل هدف، لكن بالرغم من هذا يبقى الأكيد أن دخول باي أنعش الهجوم البلوزدادي كثيرا ومنحه الإضافة اللازمة. غربي يعوّض بوسحابة عوّض اللاعب غربي زميله بوسحابة المعاقب في التشكيلة الأساسية للشباب، وهو الأمر الذي كان منتظرا نظرا لعدم وجود بدائل كثيرة في النادي العاصمي في منصب ابن مغنية، الأمر الذي دفع بحنكوش إلى تحضير غربي من كل الجوانب، وهو ما لمسناه في الحصص التدريبية الأخيرة التي أجراها أبناء “العقيبة”، حين كان المسؤول الأول عن العارضة الفنية للشباب يقدم نصائح كثيرة لغربي، ما يدل على أن لاعب الشباب كان محضرا من البداية للمشاركة في اللقاء. قرباج حضر بالعلم الجزائري ويُكرّم حل الرئيس البلوزدادي محفوظ قرباج أمس والعلم الجزائري معه، حيث لاقت التفاتته استحسان الأشقاء السودانيين الذين عبّروا عن سعادتهم البالغة لحضور رئيس الشباب، والأكثر من ذلك فإن مسيري عطبرة كرّموا الرئيس قرباج ما بين الشوطين، حيث قدّموا له صورا تذكارية جميلة عن مدينة عطبرة، الأمر الذي استحسنه رئيس الشباب كثيرا ووعد بردّ كرم الأشقاء السودانيين في لقاء العودة بالجزائر. دخول سليماني فاجأ الجميع لم يكن من المنتظر أن يشارك المهاجم إسلام سليماني أساسيا في مباراة أمس بعد أن تعذّر عليه التماثل للشفاء قبل موعد اللقاء بيوم، لكن جاءت مشاركته أساسيا مفاجئة للجميع رغم أن المدرب كان مضطرا لذلك بسبب غياب قلب هجوم حقيقي في التشكيلة في ظل غياب كل من صايبي وفنيّر. إجراءات أمنية مشددة شهد ملعب الأمل عطبرة مساء أمس إجراءات أمنية مشدّدة حيث أصرّت السلطات السودانية على أن توفر كل الظروف الأمنية اللازمة من أجل تفادي أي طارئ قبل اللقاء وأثناءه وبعده، وهو الأمر الذي أراح البلوزداديين كثيرا. محمد عبد النبي: “كنت أنتظر الفوز بنتيجة أعرض” “صراحة النتيجة لم ترضنا بصفة كاملة، رغم أننا سعداء بالفوز المحقق، لكني كنت أنتظر الفوز بنتيجة عريضة خاصة بالنظر لمجريات اللقاء، حيث أحكمنا سيطرتنا على المباراة ككل، وخلقنا فرصا عديدة، كان من الممكن أن نحوّلها الى أهداف، لكن التسرع كان السمة البارزة على لاعبينا، على العموم لم نواجه فريقا سهلا، فشباب بلوزداد فريق قوي للغاية، ويلعب كرة نظيفة، ويعكس بصفة مباشرة الصحوة القوية للكرة الجزائرية، على العموم لا زالت تنتظرنا مباراة في العودة يجب أن نعرف كيف نتعامل معها“. قرباج: “إنها نتيجة مفخّخة وكل شيء يعتمد على نتيجة العودة” “النتيجة هذه لا تعكس أداء فريقنا، فقد كان من الممكن أن نحقق التعادل لو عرفنا كيف نستغل الفرص التي أتيحت لنا، لكن ليست في نفس الوقت نتيجة سيئة، فهي نتيجة مفخّخة، ولا يمكن لنا أن نعلّق عليها، وكل ما يجب علينا هو أن نلعب لقاء العودة بكل قوة، من أجل حسم التأهل، فلقاء العودة سيحدّد كل شيء، لذلك يجب أن نحافظ على أمل التأهل، وفي نفس الوقت لا نغتر بالنتيجة التي حققناها اليوم (الحوار أجري بعد اللقاء)“. حنكوش: “لعبنا أمام فريق قوي، وحظوظنا مازالت قائمة” “في البداية أتساءل كيف يحتل نادي الأمل عطبرة مرتبة غير جيدة في الدوري السوداني لأن ذلك لا يعكس إطلاقا الإمكانات الحقيقية التي يحوزها لاعبو هذا الفريق الذين يمكن وصفهم بالموهوبين بأتم معنى الكلمة حيث واجهنا اليوم فريقا قويا، على العموم أستطيع القول إن حظوظنا ما زالت قائمة في التأهل وأرضية الميدان اليوم كان لها أثر سلبي على النتيجة التي انتهى عليها اللقاء، لأننا لعبنا بطريقة هجومية محضة”. حنكوش جدّد ثقته في الدفاع الذي لعب مباراة الرباط مثلما كان منتظرا جدد المدرب حنكوش الثقة في المدافعين الذين لعبوا مباراة الجيش الملكي في الرباط والمباراة الأخيرة في البطولة أمام جمعية الشلف، حيث أشرك كلا من معمري، مباركي، بوكرية وهيريدة. بعض اللاعبين انزعجوا لبقائهم في الاحتياط كانت علامات الانزعاج بادية على وجوه العديد من اللاعبين الذين بقوا في كرسي الاحتياط خلال لقاء أمس وهذا بعد أن كانوا ينتظرون دخولهم كأساسيين، خاصة المدافع رضوان أكنيوان الذي كان ينتظر دخوله كأساسي لكن حنكوش أشرك هيريدة على الرواق الأيمن مكانه. أرضية الميدان تثير استياء اللاعبين عكس الإنارة التي كانت جيدة ونالت إعجاب لاعبي الشباب، لم يكن الأمر كذلك بالنسبة لأرضية الميدان التي كان ينتظر الوفد البلوزدادي أن تتحسن مقارنة بالحالة التي وجدها عليها، حيث لم يتم تحسينها ولم تبلل الأمر الذي أثار استياء الوفد الجزائري الذي كان قد وجد كل الصعوبات في إجراء حصصه التدريبية عليها. لاعبو الشباب طالبوا بالتسخين بكرات دورة أنغولا فضّل مسيرو نادي عطبرة أن تجري المباراة بالكرات التي تم تحضيرها خصيصا لدورة أنغولا الفارطة، الأمر الذي دفع بمسيري الشباب إلى طلب على الأقل كرتين لإجراء العمليات الإحمائية بها، وهذا لسبب بسيط، وهو أن الكرات التي لُعبت بها دورة أنغولا وجرى بها لقاء عطبرة أمس أثارت الكثير من الجدل حول نوعيتها وخضوعها للمقاييس المتعارف عليها دوليا على ميادين كرة القدم، وكان من الصعب على اللاعبين التأقلم على اللعب بها. مسيرو نادي عطبرة يجهلون قوانين “الكاف” قبل بداية اللقاء احتل لاعبو عطبرة الاحتياطيين مقعد البدلاء الموجود على يمين الملعب، وهو المقعد المخصص حسب قوانين “الكاف” للفرق الزائرة، إلا أن الفريق السوداني ومسيروه ضربوا هذه التعلمية عرض الحائط وأصروا على البقاء في ذلك المقعد حتى تدخل محافظ اللقاء الذي أفهمم بضرورة الخضوع إلى قوانين “الكاف” ولا نقاش فيها. ...وقدّموا أعلاما لأنصار فريقهم وقد قام مسيرو عطبرة قبل اللقاء بتوزيع أعلام تحمل ألوان النادي على الأنصار الذين توافدوا على الملعب، في مبادرة كان يهدف من خلالها القائمون على شؤون النادي السوداني إلى شحن أنصارهم لتقديم الدعم لفريقهم في مباراته الهامة أمام شباب بلوزداد. “ميدو” كان حاضرا أمس من المعلوم أن نادي أمل عطبرة يحوز في فريقه مساعد مدرب مصري، الأمر الذي جعله يجلب معه لاعبا مصريا اسمه “ميدو” لكن ليس اللاعب الدولي وإنما هو لاعب مغمور أتى ليعزز حظوظ نادي عطبرة، لكنه إلى حد الآن لم يستطع إبراز إمكاناته بشكل جيد، الأمر الذي جعله يكون احتياطيا منذ أسابيع عديدة. الحرارة انخفضت قليلا قبل اللقاء مثلما ذكرناه في أعدادنا السابقة فقد أبدى الوفد البلوزدادي تخوفه من الحرارة الشديدة التي كانت تسود مدينة عطبرة، لكن الأمور تحسنت في الأخير بعض الشيء مقارنة بالأيام الأولى خاصة قبيل انطلاق اللقاء وهو ما ساعد اللاعبين الجزائريين قليلا وسمح لهم باللعب أحسن مما كانوا يتوقّعون. -------------------------------------- السودانيون يجدّدون دعمهم ل “الخضر“ في المونديال ويتمنون لهم كل التوفيق بالرغم من تعب الرحلة الشاقة إلى السودان والحرارة الشديدة التي تميّز هذا البلد الشقيق إلا أن حفاوة الإستقبال الذي حظي به البلوزداديون من المطار في الخرطوم وفي الطريق إلى عطبرة وحتى في مدينة الحديد والنار، جعل الجميع ينسى الإرهاق. كما جعل الجميع يعود إلى الوراء وبالضبط ستة أشهر إلى الوراء في 18 نوفمبر والمباراة التاريخية التي جمعت الجزائر بالفراعنة وعرفت مساندة قوية من السودانيين، وهو ما أعاد تلك الأحداث إلى الأذهان من جديد. أكدوا أن ملحمة أم درمان لن تمحى من أذهانهم وكانت أولى الكلمات التي سمعناها من السودانيين في مطار الخرطوم من الموظفين في المطار الذين لم يتردّدوا في الترحيب بالجزائريين أو بالوفد البلوزدادي في بلادهم ولو أنهم استغربوا في بداية الأمر مرور الشباب عبر مصر بالنظر إلى الأجواء المكهربة بين الجزائر والمصريين. إلا أن أبرز حديثهم يكون دوما على ما يصفونه بملحمة أم درمان التاريخية التي ستبقى في التاريخ وفي أذهان كل سوداني بفضل المباراة الرجولية للخضر ورفقاء زياني وعنتر يحيى الذين أصبحوا مضرب المثل لدى السودانيين، كيف ولا وقد قهروا عدوهم اللدود المنتخب المصري. أينما ذهبت تسمع “نحبكم” و “وان، تو، ثري، فيفا لالجيري“ وكانت لنا جولة قصيرة في بعض شوارع مدينة الحديد والنار، وبالرغم من أنها تبعد عن العاصمة الخرطوم بأكثر من 300 كلم إلا أن صدى الخضر والمنتخب الجزائري بلغ الذروة في السودان، وهو ما وقفنا عليه في عطبرة حتى أن أين ما ذهبت أو وقفت تستمع لعبارة أهلا بالأشقاء الجزائريين وبالأبطال، لكن العبارة التي لم نتوقف عن سماعها كانت “وان، تو، ثري، فيفا لالجيري“ التي أطلقها الجزائريون وتبناها السودانيون بقلوبهم وأكدوا لنا أنها ستبقى على ألسنتهم حتى ولو أنهم لم يتسن لهم حضور المباراة في الملعب لبعد المسافة، لكن الاحتفالات كانت موجودة في كل أقطار السودان. أنصار الخضر أدخلوا الروح الوطنية للسودانيين ولفت انتباهنا مع كل من تحدثنا معهم في التأكيد على أنهم لم يتردّدوا لحظة واحدة في مؤازرة الجزائريين في مباراة السد أمام الفراعنة لأنهم يكنّون احتراما كبيرا لأرض الشهداء. لكن الأهم هو أن السودانيين أكدوا لنا أن الحضور القوي للجزائريين إلى السودان والطريقة التي شجّعوا بها فريقهم قبل المباراة، أثناءها وبعدها لم يكونوا يعرفونها من قبل وكانت تقاليد جديدة في التشجيع، وهو ما جعل السودانيين يتبعونها ويتبنوها في مبارياتهم ومناصرة فرقهم في السودان، وأكثر من هذا هو أن الجزائريين وطريقة تشجيعهم أعادت الروح الوطنية للسودانيين أنفسهم. شاب سوداني أكد لنا أنه ربح طومبولا إلى جنوب إفريقيا وكان البلوزداديون قد كونّوا صداقة مع شاب سوداني أصر على كتابة اسمه (محمد جاد الله) أهدوه قميص الفريق بعد أن أكد لهم أنه من عشاق المنتخب الجزائري، وإكراما له سيكون أول مناصر للشباب في مباراته أمام الأمل عطبرة. لكن إلى هنا كل الأمور عادية والمفاجأة كانت حين أكد لنا أنه سيكون حاضرا في مونديال جنوب إفريقيا وهو ما استغرب له الجميع لأن حالته لا توحي بأنه قادر على دفع تكاليف السفر إلى بلاد مانديلا، لكنه استوقفنا وأكد لنا أنه شارك في مسابقة إحدى الشركات وكان اسمه ضمن الفائزين بتذكرة سفر للمونديال وسيحقق حلمه بمشاهدة فريقه المفضّل والذي يعشقه، إنه المنتخب الجزائري. حتى الشباب أصبحت له شعبية في ظرف وجيز وكان الأثر الذي تركه المنتخب الوطني لدى السودانيين عميقا، وما وقفنا عليه في الحصتين التدريبيتين هو الاستقبال الحار من السودانيين، ولو أن البعض أكد لنا أنه سيتحول لتعصب لفريقهم أثناء المباراة. لكن المهم هو أن الشباب وطيلة تدربه لم يتعرض ولا مرة لمضايقات، على العكس الجميع كان يصفق عند دخول اللاعبين وخروجهم بالإضافة الى عبارة “نحن نحبكم يا جزائريين“، حتى أن الشباب اكتسب شعبية بسرعة لدى السودانيين وأصبح اسمه معروفا لديهم، وهو ما أراح اللاعبين الذين كانوا لا يتوانون في تبادل التحية معهم. العلم الجزائري والشهداء مقدّسون عند السودانيين ويبقى عامل آخر يقدّره السودانيون كثيرا وهو العلم الجزائري الذي كان الأكثر طلبا منهم، ولسوء الحظ لم يكن متوفرا لدى الشباب، وقادنا الشغف والفضول للحديث معهم عن السر وراء شغفهم بالعلم الجزائري فأكدوا لنا أنه مقدس ويرمز للشهداء والتضحيات التي قدّموها وشعب يرفض الذل والظلم مثلما فعلوه في أم درمان أمام الفراعنة بعدما تعرضوا للإعتداء. كما شدنا حديث قائد فريق الأمل عطبرة صبري وأحد الأنصار الذين كانوا أمامه حين قالوا لنا إن الجزائر رمز العروبة والأصالة والحرية والرجولة، ونحن نحبها وسنكون معها في المونديال. عنتر يحيى بمثابة عنتر بن شداد في السودان ومن هنا مر أبطال الجزائر، هكذا علّق بعض السودانيين في إشارة منهم إلى البصمات التي تركها الخضر في السودان إلى درجة أن أسماء محاربي الصحراء محفورة في أذهان كل سوداني ولكل بطله، ومثلما قال لنا بعض مسؤولي الإتحاد السوداني أن عنتر يحيى هو بمثابة عنتر بن شداد في السودان وسيفه مشهور على الدوام منوّهين بلموشية، زياني، شاوشي، ڤاواوي، وهي الأسماء التي كتبت من ذهب في السودان. ---------------------- الشباب اختار اللعب بالبدلة الحمراء فضّل الشباب دخول مباراة الأمس باللباس الأحمر الرسمي للفريق بدلا من اللباس الأبيض الذي فضّل ارتداءه في مباراة العودة، في حين اختار الأمل عطبرة اللون الأصفر. وجاءت الرغبة في ارتداء اللون الأحمر لأنهم يعتبرونه “مربوحا“ إضافة إلى الحرف الذي يميز الشباب ويرمز للانتصار. الطاقم الفني أعاد مشاهدة الحصة الخاصة بماجر استغل الطاقم الفني البلوزدادي والمسيّرين وحتى الطاقم الطبي فترة الاستراحة عقب نهاية وجبة العشاء ليلة أول أمس وجلسوا في قاعة الإقامة لمشاهدة الحصة الخاصة برابح ماجر عبر قناة الجزيرة الرياضية. بوجلطي اختصاصي في “النيسكافي” يبدو أن الحارس بوجلطي بارع ليس فقط في حراسة المرمى ولكنه أيضا في تحضير القهوة عن طريق “النيسكافي“ بفضل غلاية القهوة التي لا تفارقه كالعادة أينما ذهب، وكانت الحل للوفد في ارتشاف قهوة في وقت الفراغ لنسيان الضغط والحرارة الشديدة لعطبرة. “الهدّاف“ رقم واحد حتى في السودان تفاجأ الجميع أثناء مرافقتنا للوفد البلوزدادي في مدينة عطبرة في التدريبات بتأكيد السودانيين خاصة الصحفيين لحنكوش واللاعبين أنهم يطالعون أخبار الشباب والمنتخب الجزائري المفضّل لديهم عبر “الهدّاف“ التي اعتبروها المصدر الأول في المعلومات، وهو ما جعل حنكوش يعلّق “الهدّاف شايعين حتى هنا”. اللاعبون اقتنوا أخيرًا شرائح للهاتف النقال تمكّن اللاعبون أخيرا من اقتناء شرائح الهاتف النقال بعد أن فشلوا في ذلك في اليوم الأول لغياب محلات بجوار إقامة الشباب، إلا أن اللاعبين وجدوا صعوبة في الإتصال بخطوط بعض المتعاملين الأمر الذي جعلهم يكتفون برسائل قصيرة أو استقبال الاتصالات فقط. مكحوت أهدى قميصًا لسوداني أهدى أحمد مكحوت قميصًا يحمل شعار الفريق لمناصر شاب ألح على الحصول على قميص بلوزدادي حتى أنه لم ينتظر كثيرا ليرتديه، وأكد لهم أنه سيناصر الشباب أمام الأمل عطبرة، غير أن فرحته بالقميص جعلت اللاعبين يتّخذونه صديقا لهم. مأدبة غداء أمس على شرف الشباب أقام رئيس الإتحاد المحلي لكرة القدم لولاية نهر النيل مأدبة غداء على شرف شباب بلوزداد في بيت أحد أعضاء مجلس إدارة نادي الأمل عطبرة، حضره رئيس البعثة وفرع كرة القدم عمار بوكعباش، الأمين العام للفريق جمال حدوش، عبد الوهاب مجقال، وقصطالي ممثل الفاف، وحضر من الجانب السوداني ممثلي الإتحاد السوداني على رأسهم رئيس اللجنة المنظمة للمباراة وهشام جمعة مصطفى عضو في الإتحاد والمرافق الرسمي للخضر في أثناء ملحمة أم درمان. قرباج وصل صبيحة أمس وسأل عن الفريق وصل صبيحة أمس الرئيس البلوزدادي محفوظ قرباج قادما من مطار الخرطوم أين كان في استقباله السفير الجزائري في السودان محمد يرقي وبعض أعضاء الفريق المنافس. حيث وبمجرد وصوله إلى مقر إقامة الفريق في عطبرة حتى شرع في الإطمئنان على حال الفريق من خلال رئيس البعثة بوكعباش قبل أن يستسلم للنوم من شدة الإرهاق. ------------------------ حدث هذا على هامش الاجتماع التقني الشباب قدّم ملاحظات لدى ممثل الاتحاد السوداني حول بعض النقائص استغل الوفد البلوزدادي الإجتماع التقني الذي عقده مساء أول أمس في مكتب رئيس فريق الأمل عطبرة بحضور ممثل للإتحاد السوداني جاء خصيصا لحضور الإجتماع والإشراف على المباراة باعتبارها حدثا بارزا في شمال السودان. حيث استغل الشباب فرصة نهاية الإجتماع لينفرد به كل من الأمين العام للفريق جمال حدوش، عمار بوكعباش رئيس الوفد، قصطلي ممثل الفاف والمستشار الإعلامي بالسفارة الجزائرية بالسودان عبد الوهاب مجقال وتحدّثوا عن عدة سلبيات سجّلوها منذ وصول الفريق، كالإقامة والإطعام اللذين لم يكونا في المستوى المطلوب. المستشار الدبلوماسي بالسفارة قدّم ملاحظات أيضًا وتولى مهمة الحديث مع ممثل الإتحاد السوداني المستشار الإعلامي بالسفارة السيد مجقال حول بعض النقائص المسجلة من حيث الإقامة التي لم ترق إلى المستوى المرغوب بعدما وجدوا أنفسهم في “شاليات” وليس في فندق مثلما كان ينتظر الجميع، كما تحدّث مجقال بكل دبلوماسية حول الإطعام الذي لم يكن هو الآخر عند حسن ظنهم خاصة في اليوم الأول، وأكدوا له أنه بالرغم من تحسن الظروف نوعا ما في اليوم الثاني إلا أنها تبقى ناقصة إلى حد ما. وكان الشباب قد أبدى تخوفه من الإطعام خاصة وأن اللاعبين أبدوا استياءهم من نوعية الإطعام وغالبا ما كانوا ينهضون قبل إنهاء وجباتهم. أكدوا له أنهم لم يحتجّوا لدى “الكاف“حبًا في السودانيين واستطرد البلوزداديون في حديثهم مع ممثل الإتحاد السوداني وأكدوا أن الإستقبال كان في المستوى وأن مسيّري الأمل عطبرة تداركوا الوضع، قبل أن يؤكدوا له أنهم فضّلوا التزام الصمت حيال المسألة ورفضوا تصعيد الأمور من خلال تقديم احتجاجات أو حتى في ما يتعلق بالمسافة التي قطعها الفريق من العاصمة الخرطوم إلى عطبرة والتي فاقت ال300 كلم، وهو ما أتعب اللاعبين، وعادة ما تمنع قوانين الكاف التنقل برًا لأكثر من 200 كلم. حتى أنه لما سألهم محافظ المباراة عن الظروف التي يقيم فيها الفريق أكد له حدوش، بوكعباش ومجقال أن الأمور على خير ما يرام ورفضوا التطرق إلى السلبيات التي عايشوها حبا في السودان وأهل السودان “وخيرهم سبق” بوقفتهم مع الجزائر في أم درمان، وكذا لحسن المعاملة التي لقوها من السودانيين منذ أن وصلوا إلى عطبرة، ولكل هذا وذاك ارتأى مسيّرو الشباب عدم مقابلة الجميل بالنكران. ممثل الاتحاد السوداني تفهّم وقدّر موقف الشباب ولقي موقف البلوزداديين هذا ارتياح السودانيين كثيرا لدى ممثل الاتحاد السوداني الذي كان متفهّما لملاحظات الشباب ولم يبد أي استياء حتى أنه استمع لهم وبصدر رحب خاصة وأن الشباب رفض التصعيد من الأمور أو من لغة الإحتجاجات إلى درجة أهم فضّلوا تقديم الملاحظات في السر وعلى هامش الاجتماع وليس أثناءه. وأكد أنه سيأخذ ملاحظات الشباب بعين الإعتبار حتى يطلب من مسيّري الأمل عطبرة السهر أكثر على راحة الشباب في ما بقي من إقامتهم في مدينة الحديد والنار. أكد أن عطبرة ليست الخرطوم وهذا هو الموجود غير أن ممثل الإتحاد السوداني أكد لأبناء العقيبة أنه يتفهم استياءهم لكن لا ينبغي لوم مسيّري الأمل عطبرة على ما يحدث لأن الظروف تفوقهم، خاصة أنها المشاركة الأولى لهم قاريا في التاريخ. كما طلب من الشباب تفهّم الوضع فمدينة عطبرة أو ما تعرف بمدينة الحديد والنار ليست العاصمة الخرطوم، ولكنها مدينة تعاني من حيث المرافق ولخدمات المقدمة هي أقصى ما يمكن لمسيّري عطبرة تقديمه، ولم يكن من نية سيئة أو شيئا من هذا القبيل، ولكنهم حاولوا تقديم كل التسهيلات للشباب ممثل الجزائر العزيزة على قلوب السودانيين. المسيّرون تفهّموا الوضع وجدّدوا شكرهم حول حسن الاستقبال ولقي حديث ممثل الاتحاد السوداني صداه لدى الشباب حتى أنهم تفهموا الوضعية في نهاية المطاف ولم يرغبوا في الحديث عن المسألة أكثر وجدّدوا شكرهم للسودانيين ومسيّري الأمل على مجهوداتهم. وكان الرئيس البلوزدادي محفوظ قرباج قد رفض التصعيد من الأمور خاصة والتعداد امتعض كثيرا لمّا وجدوا أنفسهم في “شاليات”، وحتى من نوعية الإطعام التي لم تنل إعجاب الشباب، وطلب من رئيس الوفد بوكعباش عدم إبداء أي احتجاج مهما كان الأمر.