كشفت النتائج المسجلة في الجولات الأربع الأولى من بطولة القسم الثاني المحترف عن المستوى الحقيقي الذي بلغته العناصر الشابة لمولودية باتنة عقب الانطلاقة الموفقة التي رسّمتهم مؤقتا في المرتبة الثانية بفارق 3 نقاط فقط عن الرائد شباب قسنطينة. وإذا كان الطاقم الفني قد فضّل تفادي الحديث عن لعب الأدوار الأولى وامقتصر حديثه على منح الأولوية للتكوين وفق معايير علمية، إلا أن المردود المقدم فوق المستطيل الأخضر كشف عن التحسن التدريجي للأداء الجماعي للتشكيلة وإضفاء نوع من الفعالية والتنسيق بين الخطوط الثلاثة، إضافة إلى التمتع بطول النفس بدليل إتمام التسعين دقيقة بلياقة بدنية جيدة عكس ما يحصل لعديد الأندية التي تعتمد على عامل الخبرة دون أن تفرض نفسها بالشكل المناسب. وكشفت المواجهات الأخيرة عن ظاهرة حقيقية تقودها المواهب الباتنية التي بمقدورها أن تصنع أفضل اللوحات الفنية وتعيد إلى جماهير المولودية الأمل في أداء مسيرة مشرّفة. الفوز على مروانة يؤكد نوايا الشبان وجاء الفوز المحقق أمام أمل مروانة ليكشف نوايا اللاعبين الشبان للمولودية الذين عرفوا كيف يفرضون منطقهم بالأداء والنتيجة مبدّدين التخوفات التي ميّزت البعض، حيث أظهر زملاء زياد قدرتهم على التفاوض مع أي فريق مهما كان مستواه وتركيبته البشرية، وهو ما جعل المتتبعين يؤكدون أنّ البداية الموفقة على حساب أولمبي المدية وشباب تموشنت لم تكن مفاجأة، بالنظر إلى رغبة أصحاب اللونين الأبيض والأسود في الذهاب بعيدا والرد على كل المشككين في إمكانية أداء الدور المنتظر منهم بعد التغييرات الجذرية التي مسّت التعداد الباتني. مقرة يسعى إلى استثمار الإرادة لتحسين الأداء والنتائج ويراهن المدرب الجديد مليك مقرة على استثمار المعطيات السائدة من أجل تحسين العمل القائم في النواحي التي تعود بالفائدة على التشكيلة، خاصة في ظل الإرادة التي يتمتع بها رفقاء يعقوب ورغبتهم في أداء مشوار مشرّف يساهم في نجاح سياسة التشبيب التي انتهجتها إدارة زيداني، ويبقى مقرة متفائلا من هذا الجانب بالنظر إلى رد الفعل الإيجابي الذي يتحلى به اللاعبون الذين يرغبون -حسب كلامه- في مواصلة العمل الجاد الذي يساعدهم على البروز أكثر، وهو ما جعله يتنبأ بالنجاح في هذه المهمة التي ستظهر ثمارها في منتصف البطولة. يرفض الحديث عن الصعود لتفادي ضغط الأنصار وجاءت تصريحات المدرب مقرة في عدد أمس ل «الهداف» مناقضة لطموحات الأنصار الذين يتحدثون من الآن عن لعب الأدوار الأولى والذهاب بعيدا في بطولة هذا الموسم من أجل العودة إلى حظيرة القسم الأول، حيث تحاشى مدرب المولودية الحديث عن لعب الأدوار الأولى، وهو ما فسره كثيرون برغبته في إبعاد الضغط عن لاعبيه الشبان في ظل انحصار الهدف على تكوين فريق شاب تكون له الكلمة على المدى المتوسط والبعيد، إلا أن العوامل الحالية لا تستبعد إمكانية مراقبة السباق وفق للرغبة الجماعية التي تحدو اللاعبين في منافسة الفرق الطموحة على لعب ورقة الصعود، خاصة إذا وفّرت العناية اللازمة للتشكيلة والتجنّد الجماعي لأعضاء مجلس الإدارة. زيداني يرد على منتقديه مؤقتا وعلى ضوء البداية الموفقة في مستهل البطولة يكون المسؤول الأول زيداني قد رد على مختلف الأطراف التي انتقدت سياسته في بداية الموسم وحمّلته عواقب المماطلة في إحداث انتدابات مقارنة بالفرق الأخرى، قبل أن يصر على تطبيق إستراتيجيته التي كانت مبنية على منح الأولوية لشبان المولودية، وهو ما كشف على نجاح خياراته في هذا الجانب، ولو أن اللوم الذي لازال يلقى على الإدارة يكمن في التقصير الحاصل في العديد من الجوانب التي تخص يوميات التشكيلة خاصة ما يتعلق بغياب وسائل الاسترجاع والتأخر في توفير العتاد الرياضي الذي يسهل من مهمة الطاقم الفني، وهو ما اشتكى منه المدرب السابق بن جاب الله في عدة مناسبات. الإدارة بدأت تصحح الأخطاء ومقرة يصر على تطبيق الاحتراف والظاهر أن الإدارة الباتنية بدأت في تصحيح مجمل الأخطاء المرتكبة في بداية الموسم، من خلال تسوية أجرة الشهر المنصرم للاعبين واقتناء الألبسة الرياضية الشتوية إضافة إلى الحجز في الفندق ليلة اللقاء المنصرم أمام أمل مروانة، وغيرها من المساعي التي تراهن على إنجاحها وفي مقدمتها تحسين الوجبات الغذائية المقدمة للاعبين، وهو أمر وصفه كثيرون بالإيجابي في حال المواصلة على هذا المسار، موازاة مع إصرار المدرب مقرة على تطبيق أساليب الاحتراف وعدم التماشي بعقلية الهواة في أول بطولة احترافية في الجزائر. مقرة: «كرتنا لازالت تسير بذهنية الهواة وعلينا تصحيح النقائص» اعترف المدرب مقرة بصعوبة تحسين مختلف الجوانب التنظيمية والتسييرية لفريقه في ظروف وجيز في ظل المشاكل التي تفرض نفسها على الإدارة، ورغم أنه لم ينف رغبته في توفير الإمكانات المناسبة التي تسهل من مهمة التشكيلة الباتنية في التدريبات والمواعيد الرسمية، إلا أن مقرة سرعان ما أكد أن النجاح في التسيير مرتبط بتوفر الحجم المالي الكافي الذي يعين الإدارة على القيام بمهامها، مضيفا أن تسيير كرة القدم في الجزائر لازال يتم بعقلية الهواة انطلاقا من الوزارة إلى حارس الملعب، وهو ما يتطلب فترة معينة للوصول إلى تجسيد الغاية المنشودة خاصة أن القوانين الصادرة في مجال الاحتراف لم تراع الظروف السائدة في الأندية، مضيفا أن العراقيل الحالية لن تمنعه من العمل بكل جدية من أجل وضع لاعبيه في الصورة وفق البرنامج المسطر خلال الأسابيع المقبلة، حتى يتسنى له تكوين فريق شاب قادر على الصمود ويتوفر على نجاعة اللازمة وفق رهانات التشكيلة في البطولة. سعدان منتظر غدا بباتنة من المنتظر أن يحل المدرب الوطني السابق رابح سعدان بعاصمة الأوراس باتنة للمشاركة في ندوة تخص طريقة التعامل مع الاحتراف من الزاوية الفنية، وذلك بمساهمة عدة أطراف منها إدارتا المولودية وشباب باتنة وسط حضور مرتقب لمختلف رؤساء أندية الشرق، وسيتم تنظيم حفل مصغر على شرف سعدان في المركب الرياضي كشيدة. دمبري يباشر مهامه مجددا ويزيل «السوسبانس» وضع مدرب الحارس حسان دمبري حدا للمقاطعة التي أقدم عليها نهاية الأسبوع بعد غيابه عن اللقاء المنصرم أمام أمل مروانة، حيث كان حاضرا في حصة الاستئناف وباشر مهامه بصورة عادية من خلال إشرافه على تدريب الحراس، وذلك إثر تدخل إدارة زيداني التي أقنعت دمبري بالعودة مقابل وضع حد للخلاف الذي حصل له مع المدرب الجديد مليك مقرة. بلعيدي، أمعوش وزياد غابوا عن الاستئناف عرفت الحصة الأولى لهذا الأسبوع غياب بلعيدي الذي مكث بمقر سكناه بقسنطينة ليوم آخر إضافة إلى زياد وأمعوش. بيطام وعليلي بالزي المدني لم يتدرب المدافع عليلي مع زملائه بسبب إصابة خفيفة يشكو منها منذ اللقاء الأخير، وهو ما جعله يكتفي بمتابعة الحصة التدريبية من على خط التماس كما وصل المدافع بيطام متأخر إلى ملعب الشاوي دون أن يباشر التدريبات، وذلك بسبب استفادته من راحة مؤقتا بعد خروجه الاضطراري في لقاء أمل مروانة على أن يستأنف التدريبات منتصف هذا الأسبوع. هزيل يباشر ووناس يتدرّب على انفراد باشر اللاعب هزيل التدريبات بصورة تدريجية بعد غيابه الاضطراري لمدة أسبوعين بسبب الإصابة التي تعرض لها أمام شباب قسنطينة، واكتفى هزيل بالتدرب خارج المجموعة بمعية زميله وناس الذي أجرى هو الآخر تمارين خفيفة بطلب من الطاقم الفني قبل أن يندمج تدريجيا مع التشكيلة. زغيدي يشكو من العضلة المقربة من جانب آخر، أجرى اللاعب زغيدي تمارين خفيفة على انفراد بسبب الآلام التي يشكو منها في العضلة المقربة، وهو ما جعل الطاقم الطبي ينصحه بعدم المجازفة والتدرّب على انفراد إلى أن تزول الآلام، ولو أنّ حالته الصحية لا تدعو إلى القلق حسب مصادرنا، وينتظر أن يكون اللاعب جاهزا لمباراة بلعباس. زڤرير: ‘'على الأنصار الوقوف إلى جانبنا والطلعة ما راهيش بعيدة'' كيف تمت العودة إلى التدريبات؟ في أجواء رائعة خاصة بعد الفوز المقنع الذي حققناه أمام أمل مروانة، وهو ما يحفزنا على مواصلة التحضير في أوضاع مريحة تحسبا للقاء المقبل أمام اتحاد بلعباس. ما إحساسك وأنت تلعب أول لقاء محلي هذا الموسم؟ المباريات المحلية تحمل نكهة خاصة ومميزة خاصة في ظل حضور الجمهور الذي حفزنا كثيرا على الظهور بوجه طيب، والحمد لله أننا لم نخيّب الجميع وأدينا مباراة في المستوى تعكسها النتيجة المحققة والأداء المقدم طيلة التسعين دقيقة. دخلت اللقاء باندفاع كبير، إلى ماذا ترجع ذلك؟ المواجهات المحلية تحمل نكهة خاصة وهو ما يتطلب من اللاعب أن يكون جاهزا من جميع النواحي، وهو ما زاد الضغط حدة نوعا ما، لكن مع مرور الوقت أديت دوري بارتياح خاصة بعد افتتاح مجال التهديف في وقت مبكر. هل أنت مقتنع بأدائك في ثالث لقاء على التوالي كأساسي؟ أعتقد أنني لم أخيب ثقة الطاقم الفني الذي وضع الثقة في خدماتي سواء بالنسبة للمدرب بن جاب الله أو مقرة، وعلى غرار بقية زملائي يجب مواصلة العمل بتفان حتى نظهر بوجه مشرف في المباريات الرسمية. ما إحساسك بعد التكريم الذي حظيت به في حصة الاستئناف؟ أشكر كل الذين كرموني، حيث أن هذه الالتفاتة تحفزني على مواصلة العمل من أجل إقناع الأنصار وأسرة النادي، وأتمنى أن تتواصل مثل هذه المبادرات التي تحفّز اللاعبين على تشريف ألوان المولودية من أجل أداء مشوار مشرف يقنع الجميع. كيف تحضرون للقاء المقبل أمام اتحاد بلعباس؟ بصورة عادية، لكن لا أخفي عليك شيئا إذا قلت إن النتائج الإيجابية الأخيرة تحتم علينا التنقل إلى بلعباس من أجل التأكيد بغية العودة بأول نتيجة إيجابية من خارج القواعد، وهو ما يحررنا أكثر ويسمح بمواصلة المسيرة براحة. كيف تنظر إلى الآفاق المستقبلية للمولودية؟ أنا شخصيا متفائل من هذا الجانب خاصة أننا نملك تشكيلة شابة قادرة على قول كلمتها، صحيح أن المنافسة ستكون على أشدها بين مختلف الفرق الراغبة في لعب الأدوار الأولى، إلا أننا واثقون في إمكاناتنا وهو ما يجعلنا نعمل بكل جدية لتشريف ألوان المولودية. نفهم من كلامك أن اللعب على الصعود غير مستبعد. بطبيعة الحال وأقول للأنصار من الآن إن «الطلعة ما راهيش بعيدة» وما عليهم سوى الوقوف إلى جانبنا خاصة في الأوقات الصعبة، ونحن من جهتنا سنعمل على تأكيد صحة النتائج المحققة في الجولات الأخيرة وإثرائها في المباريات المقبلة. عڤيني، زڤرير، يعقوب وبلهادي يُكرّمون في بداية الاستئناف كرمت صحيفة مولودية باتنة عددا من لاعبي المولودية قبل دقائق من انطلاق حصة الاستئناف على غرار عڤيني، زڤرير، يعقوب وبلهادي، وهي الالتفاتة التي أشاد بها الحضور في انتظار أن تمس التكريمات عددا آخر من العناصر البارزة في التشكيلة الباتنية خلال المحطات المقبلة. مقرة شكر لاعبيه على المجهود المقدم أمام مروانة لم يتوان المدرب مقرة في الإشادة بالمردود المقدم في مواجهة الجمعة المنصرم أمام أمل مروانة، حيث تحدث معهم بصورة جماعية قبل انطلاق حصة الاستئناف موضحا لهم الجوانب الإيجابية والسلبية التي ميزت أداءهم في اللقاء المذكور على أمل تصحيح مختلف النقائص والظهور بوجه أفضل في الخرجة المقبلة إلى بلعباس. الطاقم الفني كثف التدريبات أمس فضّل الطاقم الفني بقيادة المدرب مقرة تكثيف العمل من خلال برمجة حصتين تدريبيتين أمس الاثنين، حيث جرت الحصة الصباحية في حدود العاشرة مقابل برمجة الحصة المسائية على الثالثة فوق ميدان ملعب الشاوي، على أن يخفف وتيرة العمل بداية من اليوم من خلال الاكتفاء بحصة واحدة إلى غاية موعد التنقل إلى بلعباس. زدام الحاضر الوحيد من المسيرين عرفت حصة أول أمس غياب أغلب المسيرين في مقدمتهم المسؤول الأول زيداني الذي تعذّر عليه التواجد في موعد التدريبات بالنظر إلى انشغالاته المتعددة، واقتصر الحضور على المسير زدام الذي كان حاضرا في ملعب الشاوي رفقة عدد من الأطراف المقربة منه.